الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم القول في {والصابين} .

                                                                                                                                                                                                                                      من آمن بالله يجوز أن تكون {من} للشرط مبتدأة، وخبرها: فلهم أجرهم عند ربهم ، وهو جواب الشرط والعائد محذوف، التقدير: من آمن منهم بالله، ويجوز أن تكون بدلا من {الذين} ، فيبطل الشرط; لأنه لا يعمل فيه ما قبله، ودخلت الفاء للإبهام الذي في {من} .

                                                                                                                                                                                                                                      كونوا قردة خاسئين : يجوز أن تكون نعتا لـ {قردة} ، أو خبرا ثانيا [ ص: 263 ] لـ (كان) ، أو حالا من المضمر في {كونوا} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {هزوا} الضم والإسكان فيه وفي أخويه المذكورين معه لغتان، وكذلك كل اسم أوله مضموم; كـ (اليسر) ، و (العسر) ، ومن أسكن بعضا وضم بعضا; جمع بين اللغتين، ومن شدد الزاي من قوله: {جزءا} ؛ فالأصل عنده الهمز، فخفف الهمزة، ثم شدد للوقف، على مذهب من يقول: (هذا فرج) ، ثم حمل الوصل على الوقف، وترك الهمزة في قوله: {هزؤا} و {كفؤا} تخفيف قياسي، ومذهب حمزة فيه مذكور في بابه من أصول القراءات.

                                                                                                                                                                                                                                      لا فارض ولا بكر : خبر ابتداء مضمر; أي: لا هي فارض، أو نعت لـ {بقرة} ، وكذلك {عوان} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 264 ] و لا ذلول من قرأ {لا ذلول} ؛ فعلى إضمار خبر النفي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بين ذلك أضيفت {بين} إلى {ذلك} ؛ للدلالة على الكثرة، ولا يضاف إلا إلى ما دل على أكثر من الواحد، وذلك يراد به مرة الإفراد، ومرة الجمع والكثرة; لمشابهته الموصولة كـ (الذي) ، و (ما) ؛ لوقوع كل واحد منهما على غير شيء بعينه، هذا معنى قول أبي علي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزجاج : جاز; لأن {ذلك} ينوب عن الجمل; كقول القائل: (ظننت زيدا قائما) ، فيقول المجيب له: (ظننت ذلك) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يبين لنا ما لونها : {ما} : استفهام مبتدأة، و {لونها} : الخبر، ويجوز نصب {لونها} على أن تقدر {ما} زائدة.

                                                                                                                                                                                                                                      تثير الأرض : في موضع الحال من المضمر في {ذلول} ، في قول من جعل [ ص: 265 ] المعنى: ليست بذلول ولا مثيرة الأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تسقي الحرث : نعت لـ {بقرة} ، أو خبر مبتدإ ثان محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك مسلمة لا شية فيها : نعت لـ {بقرة} ، أو خبر ثان للمبتدإ المحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      إن البقر تشابه علينا : البقر، والباقور، والباقر، والبيقور، والبقير، لغات بمعنى، والعرب تذكره وتؤنثه، وإلى ذلك ترجع معاني القراءات في {تشابه} ، وما فيها سوى ذلك فظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      وإنا إن شاء الله لمهتدون الجواب عند المبرد محذوف، وجوابه عند غيره: (إن) وما عملت فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا الآن جئت بالحق : {الآن} : ظرف للزمان الذي أنت فيه، بني لمخالفته سائر ما فيه الألف واللام; إذ هما فيه لغير عهد متقدم ولا جنس، [ولم يتعرف بهما].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الأصل: (أوان) ، أبدل من الواو الألف، وحذفت إحدى الألفين; لالتقاء الساكنين.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 266 ] أنكر هذا أبو علي من حيث كان مشبها بالحروف والأصوات، فهو غير مشتق من شيء، كما أن الحروف والأصوات كذلك، قال: وإنما ضارع الحرف; لأنه تضمن معنى حرف التعريف; لأنه متعرف بغير الألف واللام، ألا تراه لم يأت منكرا كما يأتي ما تعرف بالألف واللام; وذلك لأنه إنما يراد به ما في الوقت وما هو أقل من القليل فهو تعريف لذلك، وقد تتسع فيه العرب، فتستعمله للوقت الذي القائل فيه وما بعده; كقولهم: (أنا الآن أصل من قطعني) فالألف واللام فيه زائدتان، كزيادتهما في (بنات الأوبر) ، و (يا ليت أم العمرو) ، [ ص: 267 ] وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو أشد قسوة قد تقدم القول فيه، و (القسوة) و (القساوة) لغتان بمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن من الحجارة : من خفف {إن} ؛ فهي (إن) المخففة من الثقيلة، و (اللام) لازمة للفرق بينها وبين (إن) التي بمعنى (ما) .

                                                                                                                                                                                                                                      و (التاء) و (الياء) في: {تعملون} وما كان مثله; الوجه فيه ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية