[ ص: 268 ] وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله : (الكلم) جمع: (كلمة) ، و (الكلام) : ما استقل برأسه; وهو الجمل المركبة.
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني : من شدد; فهو الأصل، ومن خفف; فأصله التشديد فخففه بحذف الياء، ومثله في الحذف: (أثفية، وأثاف) ، وزعم وقوله: أن قولهم: (أثاف) لم يسمع إلا بالتخفيف، وقال الكسائي: قد سمع بالتثقيل. الأخفش
وارتفاع قوله: {أميون} عند بالابتداء، وفي {ومنهم} عنده ضمير لقوله: {أميون} ، وموضع {ومنهم} رفع; لوقوعه موقع خبر الابتداء. سيبويه
وارتفاعه عند بالظرف الذي هو {منهم} ، ولا ضمير في {منهم} ، ولا موضع له، ووجه الرفع بالظرف عنده: أن هذه الظروف تجري مجرى الفعل في مواضع، وذلك أنها تحتمل الضمير، كما تحتمل الفعل وما قام مقامه من اسم [ ص: 269 ] الفاعل، وما شبه به، وتؤكد ما فيها كما تؤكد ما في الفعل، وما قام مقامه; نحو: (مررت بقوم لك أجمعون) ، وتنتصب عنها الحال، وتوصل بها الأسماء الموصولة كما توصل بالفعل والفاعل، فيصير فيها ضمير الموصول كما يصير ضميره في الفعل، وتوصف بها النكرة، فأجراها مبتدأة مجرى الفعل، كما قامت في هذه المواضع مقامه. الأخفش
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم : ارتفاعه بالابتداء، وانتصابه في الكلام جائز، على معنى: (ألزمهم الله ويلا) ، ولم يأت من (ويل) فعل، وكذلك (ويح) ، و (ويس) ، و (ويب) ، وهذا دليل على أن الفعل مشتق من المصدر.
بلى من كسب سيئة : {بلى} بمنزلة (نعم) ، إلا أن (بلى) تكون جوابا [لنفي تقدم، و (نعم) تكون جوابا] لإيجاب تقدم.
[ ص: 270 ] وأحاطت به خطيئته : من جمع; فمعناه الكبائر الموبقة، [ و (السيئة) في قوله: بلى من كسب سيئة : الشرك]، ومن أفرد; فلأن (الخطيئة) أضيفت إلى ضمير مفرد، فحسن إفراد المضاف إليه، والمراد: الكثرة، ومثله: وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها .
* * *