الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بئسما اشتروا به أنفسهم الآية، (بئس) : مستوفية لجميع الذم، واشتقاقه من الشدة، فكأنها عبارة عن شدة الفساد، ومنه: (البؤس، و (البأساء) .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : معنى {اشتروا} : باعوا، وتقدير الآية مذكور في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى قوله: {بغيا} بغيا على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وأصله من (ابتغى كذا) ؛ إذا طلبه، فكأنه ابتغى الفساد.

                                                                                                                                                                                                                                      فباءوا بغضب على غضب ابن عباس : الغضب الأول: لعبادة العجل، والثاني: لكفرهم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : الأول: كفرهم بالإنجيل، والثاني: كفرهم بالقرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن، وغيره: كفرهم بعيسى (عليه السلام) ، وكفرهم بمحمد (صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم آمنوا بما أنـزل الله يعني القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا نؤمن بما أنـزل علينا يعنون كتابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 278 ] ويكفرون بما وراءه قتادة، وغيره: بما بعده، الفراء : بما سواه.

                                                                                                                                                                                                                                      قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين أي: فلم قتلتم؟ وكثيرا ما تخبر العرب عن الماضي بالمستقبل إذا كانت الصفة لازمة، ويحسن ذلك ههنا: دلالة من قبل عليه، ويخبرون أيضا عن المستقبل بالماضي إذا تمكنت الثقة به; ومنه قوله تعالى: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن كنتم مؤمنين : يجوز أن يكون المعنى: إن كنتم مؤمنين فلم تقتلون أنبياء الله؟ ويجوز أن يوقف على: من قبل ، ويكون إن كنتم مؤمنين بمعنى: ما كنتم مؤمنين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم اتخذتم العجل من بعده أي: من بعد مجيئه.

                                                                                                                                                                                                                                      خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا أي: واقبلوا.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا سمعنا وعصينا : إخبارا عن قول العاصين لموسى (عليه السلام) .

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : يعني: الذين أدركوا محمدا عليه الصلاة والسلام، ثم رجع إلى ذكر أوائلهم: وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم أي: سقوا حبه أي: حب عبادته.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية