بئسما اشتروا به أنفسهم الآية، (بئس) : مستوفية لجميع الذم، واشتقاقه من الشدة، فكأنها عبارة عن شدة الفساد، ومنه: (البؤس، و (البأساء) .
ابن عباس : معنى {اشتروا} : باعوا، وتقدير الآية مذكور في الإعراب.
ومعنى قوله: {بغيا} بغيا على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وأصله من (ابتغى كذا) ؛ إذا طلبه، فكأنه ابتغى الفساد.
فباءوا بغضب على غضب ابن عباس : الغضب الأول: لعبادة العجل، والثاني: لكفرهم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) .
قتادة : الأول: كفرهم بالإنجيل، والثاني: كفرهم بالقرآن.
الحسن، وغيره: كفرهم بعيسى (عليه السلام) ، وكفرهم بمحمد (صلى الله عليه وسلم) .
وإذا قيل لهم آمنوا بما أنـزل الله يعني القرآن.
قالوا نؤمن بما أنـزل علينا يعنون كتابهم.
[ ص: 278 ] ويكفرون بما وراءه قتادة، وغيره: بما بعده، الفراء : بما سواه.
قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين أي: فلم قتلتم؟ وكثيرا ما تخبر العرب عن الماضي بالمستقبل إذا كانت الصفة لازمة، ويحسن ذلك ههنا: دلالة من قبل عليه، ويخبرون أيضا عن المستقبل بالماضي إذا تمكنت الثقة به; ومنه قوله تعالى: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار وشبهه.
وقوله: إن كنتم مؤمنين : يجوز أن يكون المعنى: إن كنتم مؤمنين فلم تقتلون أنبياء الله؟ ويجوز أن يوقف على: من قبل ، ويكون إن كنتم مؤمنين بمعنى: ما كنتم مؤمنين.
وقوله: ثم اتخذتم العجل من بعده أي: من بعد مجيئه.
خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا أي: واقبلوا.
قالوا سمعنا وعصينا : إخبارا عن قول العاصين لموسى (عليه السلام) .
الحسن : يعني: الذين أدركوا محمدا عليه الصلاة والسلام، ثم رجع إلى ذكر أوائلهم: وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم أي: سقوا حبه أي: حب عبادته.


