بسم الله عند البصريين رفع; لقيامه مقام خبر المبتدإ، والمبتدأ محذوف، وموضعه عند الكوفيين نصب بإضمار فعل. موضع
[ ص: 130 ] و {الحمد لله} مجرور على إتباع الأول الثاني، فهو مثل: (اقتل) ، ونظائره، و {الحمد لله} على إتباع الثاني الأول، وهو أقوى; لأن تغيير حركة البناء [أخف، ومثل إتباع حركة الإعراب حركة البناء] قوله: [من الطويل]. {الحمد لله} منصوب على المصدر،
(وقال: اضرب الساقين إمك هابل)
وضده نحو قولهم: (هو منحدر) .ومثل إتباع حركة البناء حركة البناء; قولهم: (مغيرة) ، و (منتن) ، وشبههما.
وساغ الإتباع في {الحمد لله} وهو منفصل; لشدة حاجة المبتدإ إلى الخبر، [ ص: 131 ] فأشبه المتصل.
{ملك} من اختاره; فلأنه أعم من {مالك} ؛ من حيث لا يستعمل إلا في من ملك الأشياء الكثيرة، بخلاف {ملك} ، ولقوله: ملك الناس [الناس: 2]، وقوله: لمن الملك اليوم [غافر: 16].
و {مالك} لأنها صفة جارية على الفعل، فهي تجمع الاسم والفعل، ولقوله تعالى: قل اللهم مالك الملك [آل عمران: 26]، و يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله [الانفطار: 19].
و {ملك} مخفف من {ملك} .
و {ملك يوم الدين} على لغة من يشبع الحركات من العرب، وهو مذهب مشهور، وقد أوضحته في آخر الكتاب، وفي «الجامع الكبير» .
إياك نعبد : (إيا) عند الخليل : اسم مضمر أضيف إلى ما بعده للبيان، لا للتعريف، وموضع (الكاف) جر.
[ ص: 132 ] : هو اسم مبهم أضيف للتخصيص، لا للتعريف. المبرد
وللكوفيين فيه ثلاثة أقوال:
الأول: أن (الكاف) من {إياك} وما حل محلها ضمائر لم تقم بأنفسها; إذ لا تنفرد، ولا تكون إلا متصلة بالأفعال، فجعلت (إيا) لها عمادا.
والثاني: أن (إيا) : اسم مضمر يكنى به عن المنصوب، زيدت إليها الحروف علامات يعرف بها الغائب والمخاطب والمتكلم.
والثالث: أن {إياك} بكماله: اسم مضمر.
الزجاج: (إيا) : اسم مظهر خص به المضمر، يضاف إلى سائر المضمرات.
وفتح الهمزة في {أياك} لغة معروفة، وتخفيف الياء مع كسر الهمزة وجهه: كراهة التضعيف مع ثقل الياءين والهمزة والكسرة، وقد جاء تخفيف (إيا) ، و (رب) ، و (إن) .
وكسر أول {نستعين} دليل على أنه من (استعان) ، كما تكسر ألف [ ص: 133 ] الوصل، ولم تكسر الياء; لثقل الكسرة فيها.