السين: الأصل، والصاد: بدل منها; لتتفق الصاد والطاء في الاستعلاء والإطباق، فيخف اللفظ، والزاي; لتتفق مع الطاء في الشدة والجهر، مع كون الصاد والزاي مناسبتين للسين، والمضارعة -أعني: بين الصاد والزاي- تقريب أيضا، وهي لغة معروفة، ونظيرها قولهم: (رجل أسدق) ، و (هذا أجدر) ، فقربوا السين والجيم من الزاي. {الصراط} :
غير المغضوب عليهم : نصب {غير} من ثلاثة أوجه:
أحدها: الحال من {الذين} ، أو من (الهاء) و (الميم) في {عليهم} .
والثاني: الاستثناء، أجازه والزجاج، وغيرهما، ومنعه الأخفش، من أجل {لا} في قوله تعالى: الفراء ولا الضالين ، و {لا} قد تحتمل أن تكون صلة.
والوجه الثالث: إضمار (أعني) .
وجره أيضا من ثلاثة أوجه:
[ ص: 134 ] أحدها: البدل من {الذين} .
والثاني: النعت لـ {الذين} ؛ لأنه يراد به الجنس، ولم يقصد به قوم بأعيانهم، وقيل: لأن {غير} هنا تعرفت بالإضافة على حكمها; إذ أوقعت على شيء مخصوص غير شائع; نحو: (عليك بالحركة غير السكون) ، فـ (غير السكون) هو الحركة، وكذلك: (كل من لم يغضب عليه فهو منعم عليه) ، وإنما تكون نكرة في نحو: (رأيت غير زيد) ؛ لأن (غير زيد) يقع على جميع الأشياء.
والثالث: البدل من الهاء والميم في {عليهم} .
و {لا} عند الكوفيين في قوله: ولا الضالين بمنزلة {غير} ، وقيل: هي تأكيد، دخلت لئلا يتوهم أن {الضالين} معطوف على {الذين} .
وهمز {الضألين} فرارا من التقاء الساكنين، فحركت الألف، فانقلبت همزة، حكى أبو زيد وغيره عن العرب: (دأبة، ومأدة، وشأبة) ، وعليه قول كثير : [من الطويل].
(إذا ما العوالي بالعبيط احمأرت)
[ ص: 135 ] بالمدينة في قول نزلت أم القرآن مجاهد، وأبي هريرة، وعطاء بن يسار، باختلاف عنه، وهي في قول وابن عباس قتادة مكية، وروي نحوه عن وابن جبير . ابن عباسوعددها سبع آيات بإجماع، إلا أن بسم الله الرحمن الرحيم آية، ولم يعدوا الكوفيين والمكيين عدوا أنعمت عليهم ، وسائر العادين سواهم عدوا على ضد ذلك.
* * *