الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ: {إلاهة} ; أراد الشمس، يقال للشمس: (إلاهة) ، مصروفة، وغير مصروفة، وتقدم معنى قراءة الجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {ملح} ; جاز أن يكون أراد: (مالح) ، فحذف الألف، وحكى ابن الأعرابي، وأحمد بن يحيى: (سمك مالح)

                                                                                                                                                                                                                                      ، و (ماء مالح) ، والأفصح: (ملح) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الرحمن فاسأل به خبيرا : [يجوز أن يكون {الرحمن} مبتدأ،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 42 ] والخبر: فاسأل به خبيرا
                                                                                                                                                                                                                                      ]، أو بدلا من المضمر في {استوى} .

                                                                                                                                                                                                                                      ولو نصب على المدح; لجاز، ولو جر على البدل من {الحي} ; لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      وانتصاب قوله: {خبيرا} على أنه مفعول به، ولا يحسن أن يكون حالا; إذ لا يخلو أن يكون الحال من السائل أو من المسؤول، فلا يصح كونها حالا من الفاعل; لأن الخبير لا يحتاج أن يسأل غيره، ولا يكون من المفعول; لأن المسؤول عنه- وهو الرحمن- خبير أبدا، والحال في أغلب الأمر لما يتغير وينتقل، إلا أن تحمل على أنها حال مؤكدة; مثل: وهو الحق مصدقا فيجوز.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {أنسجد لما يأمرنا} ; بالياء; فالمعنى: لما يأمرنا محمد بالسجود له، على وجه الإنكار، ولا يحسن أن يكون المعنى: لما يأمرنا الرحمن; لأنهم قد أنكروا الرحمن بقولهم: وما الرحمن .

                                                                                                                                                                                                                                      والتاء على الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 43 ] وقوله: ولم يقتروا ، {يقتروا} و {يقتروا} : لغتان بمعنى، {يقتروا} : من (أقتر) ; إذا افتقر; والمعنى: ولم يفتقروا في إسرافهم; لأن الإسراف داع إلى الفقر.

                                                                                                                                                                                                                                      وكان بين ذلك قواما : اسم {كان} ، مضمر فيها، و {قواما} : خبر {كان} .

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز الفراء أن يكون بين ذلك اسم {كان} ، وهو مفتوح; لأن هذه الألفاظ كثر استعمالها، فتركت على حالها في موضع الرفع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد : من رفع الفعلين; فعلى القطع والاستئناف، ومن جزم; فعلى البدل من الفعل الذي هو جزاء الشرط; لأن تضعيف العذاب لقي الآثام، فأبدل منه لما كان هو هو.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {نضعف له العذاب وتخلد} ; فعلى الانصراف إلى الخطاب; أي: وتخلد فيه أيها المضعف له العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله فسوف يكون لزاما : اسم (كان ) مضمر فيها، و {لزاما} : الخبر،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 44 ] على ما تقدم ذكره في التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: في {يكون} مجهول مضمر، وذلك بعيد; لأن المجهول إنما يفسر بالجمل.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها: سبعة وسبعون آية بغير اختلاف فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية