الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: تلك آيات القرآن وكتاب مبين أي: وآيات كتاب مبين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: زينا لهم أعمالهم : قيل: معناه: زينا لهم أعمالهم السيئة، وقيل: زينا لهم أعمالهم الحسنة، فلم يعملوها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم أي: يلقى عليك، فتلقاه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو آتيكم بشهاب قبس : الزجاج: كل أبيض ذي نور فهو شهاب.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة: (الشهاب ) : النار.

                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن يحيى: أصل (الشهاب ) : عود، أحد طرفيه جمرة، والآخر لا نار فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فلما جاءها أي: فلما جاءها موسى; نودي أن بورك من في النار ومن حولها :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 82 ] قال ابن عباس: {النار} : نور الله عز وجل، نادى الله تعالى موسى وهو في النور.

                                                                                                                                                                                                                                      وروى عنه مجاهد: أن معنى بورك من في النار : بوركت النار.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير {النار} : حجاب من الحجب، وهي سبعة حجب: حجاب العزة، وحجاب الملك، وحجاب السلطان، وحجاب النار، وحجاب النور، وحجاب الغمام، وحجاب الماء.

                                                                                                                                                                                                                                      الطبري: قال: بورك من في النار ، ولم يقل: بورك على [من في] النار; على لغة من يقول: (باركك الله ) ، وحكى الكسائي وغيره: أن العرب تقول: (باركك الله ) ، و (بارك الله عليك ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن قوله من في النار يعني به: الملائكة الموكلين بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومن حولها : قال محمد بن كعب: موسى والملائكة عليهم السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وسبحان الله رب العالمين أي: ويقولون: وسبحان الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فلما رآها تهتز كأنها جان : (الجان ) : صغار الحيات، قيل: إنها قلبت له أولا حية صغيرة، فلما أنس بها، قلبت حية كبيرة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 83 ] وقيل: انقلبت مرة حية صغيرة، ومرة حية تسعى، وهي الأنثى، ومرة ثعبانا، وهو الذكر الكبير من الحيات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: انقلبت ثعبانا تهتز كأنها جان، لها عظم الثعبان، وخفة الجان واهتزازه، وهي حية تسعى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم : قيل: إنه استثناء منقطع، وقيل: إنه متصل، والمعنى: إلا من ظلم من المرسلين بإتيان الصغائر التي لا يسلم منها أحد، سوى ما روي في يحيى بن زكريا عليه السلام، وما ذكر الله تعالى في نبينا عليه الصلاة والسلام من قوله: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح: 20].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: لا يخاف لدي المرسلون ، إنما يخاف غيرهم ممن ظلم، إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء ; فحذف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: {إلا} بمعنى الواو.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 84 ] وقوله: وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء أي: أدخلها وأخرجها، وتقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: في تسع آيات إلى فرعون وقومه المعنى: ألق عصاك، وأدخل يدك في جيبك; فهما آيتان من تسع آيات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: {في} بمعنى: (مع ) ، وقد تقدم ذكر الآيات التسع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله إلى فرعون وقومه : قال الفراء: أي: مبعوث أو مرسول إلى فرعون وقومه، وقيل: المعنى: تخرج بيضاء من غير سوء إلى فرعون وقومه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا أي: تيقنوا أنها من عند الله، وكفروا بها، تكبرا أن يؤمنوا بموسى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وورث سليمان داود يعني: وراثة العلم، والنبوة والقيام بأمر الخلق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية