التفسير:
معنى قوله: {وأزلفت} : قربت، و {وبرزت} : أظهرت.
ومعنى {فكبكبوا} : قلبوا على رؤوسهم.
المعنى: جمعوا، فطرحوا في النار. ابن عباس:
(كبكبوا ) : هووا. مجاهد:
وقيل: أصلها: (كببوا ) ; فأبدلت الباء كافا; كراهة التضعيف.
الضمير في (كبكبوا ) : لمشركي السدي: قريش، و {الغاوون} : الآلهة، و وجنود إبليس : من كان من ذريته، وقيل: كل من دعاه إلى عبادة (الأصنام، فاتبعه.
إذ نسويكم برب العالمين أي: نعبدكم كما نعبده ) . وقوله:
وقوله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم : قال أي: مالنا من شافعين من الملائكة، ولا صديق حميم من الناس. ابن جريج:
و (الحميم ) : الخاص، ومنه: (حامة الرجل ) ، كأنه الذين يحرقهم ما أحرقه
[ ص: 65 ] من الحميم; وهو الماء الحار.
وقوله: قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون يعنون: أقلاء الناس، وأوضاعهم، قال مجاهد يعنون: الحاكة، وقيل: أهل الصناعات الدنيئة; كالحاكة، والحجامين، ونظرائهم، فأعلم الله تعالى أن الصناعات ليست بضائرة في الدين. وقتادة:
وقوله: قال وما علمي بما كانوا يعملون : (أي: إنما لي ظاهرهم، وقيل: إن (كان ) زائدة; والمعنى: وما علمي بما يعملون ؟ ) .
ومعنى من المرجومين : من المشتومين، وقيل: من المرجومين بالحجارة.
الفلك المشحون : المملوء.
وقوله: أتبنون بكل ريع آية تعبثون : (الريع ) : المرتفع من الأرض،
و (الريع ) : الطريق، وهو قول قتادة.
(الريع ) : الثنية الصغيرة، وعنه أيضا: بروج الحمام. مجاهد:
[ ص: 66 ] ومعنى {تعبثون} : تلعبون، عن ابن عباس.
وقوله: وتتخذون مصانع أي: حصونا مشيدة، عن مجاهد.
سفيان: مصانع الماء، وواحدها: (مصنعة ) ، و (مصنع ) ، قاله الزجاج.
يقال لكل بناء: (مصنعة ) ، و (مصنعة ) . أبو عبيدة:
وقوله: لعلكم تخلدون أي: كي تخلدوا، وقيل: هو استفهام بمعنى التوبيخ.
وقوله: وإذا بطشتم بطشتم جبارين : قال (البطش ) : العسف قتلا بالسيف، وضربا بالسوط، ومعنى ذلك: فعلهم إياه ظلما. ابن عباس:
الحسن: هو بطش الجبرية بالبادرة من غير تثبت.
وقوله: إن هذا إلا خلق الأولين أي: دينهم، عن ابن عباس.
عادتهم في أنهم يحيون ويموتون. قتادة:
ومن قرأ: {خلق الأولين} ; فمعناه: اختلاقهم; أي: كذبهم، وقيل: المعنى:
خلق أجسام الأولين.
وقوله: ونخل طلعها هضيم : (الهضيم ) : اللطيف في جسمه، ومنه: (هضيم الحشا ) .
[ ص: 67 ] ابن عباس: قد أينع وبلغ.
قد ضمر بركوب بعضه بعضا. الضحاك:
رطب لين. عكرمة:
المعنى: أنه إذا مس تفتت. مجاهد:
الرخص اللطيف أول ما يخرج; وهو الطلع النضيد ) . (الزهري:
وقيل: هو (فعيل ) بمعنى: (فاعل ) ، ومعنى (هاضم ) : مريء.
وقيل: إنما يقال للطلع: (هضيم ) قبل أن يتفتح.
وقيل: المعنى: منه ما قد أرطب، ومنه مذنب.
وقوله: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين أي: أشرين بطرين، عن وقاله ابن عباس، وروي عنه أيضا: شرهين. مجاهد،
كيسين، الضحاك: آمنين، الحسن: معجبين، قتادة: أقوياء، ابن زيد:
وقيل: معناه مرحين.
و {فارهين} و {فرهين} في قول وغيره سواء. أبي عبيدة
[ ص: 68 ] وروي عن ابن عباس، وأبي صالح، وغيرهما: أن معنى {فارهين} بالألف:
حاذقين.
معنى {فرهين} : متجبرين. عبد الله بن شداد:
قالوا إنما أنت من المسحرين : هو من (السحر ) في قول مجاهد وقتادة.
المعنى: من المخلوقين; أي: بشر لك سحر; أي: رئة، وتقدم ذكر ذلك. ابن عباس:
وقيل: المعنى: إنما أنت من المعللين بالطعام والشراب.
وقوله: أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم : قال يعني: الفرج. مجاهد:
وقوله: بل أنتم قوم عادون أي: متجاوزون في الظلم.
وقوله: قال إني لعملكم من القالين أي: المبغضين.
وتقدم القول في {الغابرين} ، وفي جميع ما لم أذكره من القصص.
وقوله: واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين : قال {الجبلة} : الخليقة. مجاهد:
وقوله: فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة : قال أصابهم حر شديد، ابن عباس:
[ ص: 69 ] فأرسل الله سحابة، فهربوا إليها; ليستظلوا بها، فلما صاروا تحتها; صيح بهم، فهلكوا.
وقيل: خرجوا إلى الغيضة يستظلون بها، فأضرمها الله عليهم نارا.
وقوله: نزل به الروح الأمين يعني: جبريل (عليه السلام ) ، على قلبك أي: يتلوه عليك، فيعيه قلبك.
وقوله: وإنه لفي زبر الأولين أي: وإن ذكر نزوله لفي زبر الأولين.
وقوله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل : قال يعني: مجاهد: ابن سلام، وقيل: كل من علمه، وأقر بصحته منهم.
وقوله: ولو نزلناه على بعض الأعجمين : (الأعجم) : الذي يمتنع لسانه من العربية وإن كان عربيا، ونقيضه: (الفصيح ) ، و (أعجمي ) : منسوب إليه، و (العجمي ) : الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا، ونقيضه: (العربي) ،
ومعنى الآية: ولو نزلنا القرآن على بعض البهائم التي لا تنطق، فنطقت به; لما آمنوا به.