وقيل: المعنى: على علم عندي بوجوه المكاسب.
وروي: أنه كان يعلم علم الكيمياء.
قال: لولا رضا الله عني، ومعرفته بفضلي ما أعطاني. ابن زيد:
وتقدم القول في قوله: ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون .
وقوله: فخرج على قومه في زينته : قال خرج هو وأصحابه على براذين بيض، عليها سروج أرجوان، وعليهم المعصفر. مجاهد:
قتادة: خرجوا على أربعة آلاف دابة، عليهم ثياب حمر، منها ألف بغل أبيض.
خرج على بغلة شهباء، عليها الأرجوان، ومعه ثلاث مئة جارية على البغال الشهب، عليهن الثياب الحمر. ابن جريج:
خرج في سبعين ألفا، عليهم المعصفرات. ابن زيد:
ولا يلقاها إلا الصابرون أي: ولا يلقى هذه الفعلة أو القولة إلا الصابرون.
[ ص: 166 ] وقوله: ويكأن الله : قال سألت سيبويه: الخليل عن {ويكأن} ، فزعم أن قوله: (وي ) مفصولة من (كأن ) ; والمعنى: أنهم نبهوا، فقيل لهم: أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا؟ وأنشد [من الخفيف] سيبويه:
وي كأن من يكن له نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
وقال جماعة من المفسرين: المعنى: ألم تر أن الله؟قتادة، أولا تعلم؟ ومعمر:
وقيل: المعنى: أولا ترون أن الله يبسط الرزق؟
وحكي: أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت; أي أما ترين أنه وراء البيت؟
(وي ) : صلة، وفيه معنى التعجب. الكسائي:
ومن قال: (ويك ) ، فوقف على الكاف; فمعناه: اعجب، لأن الله يبسط
[ ص: 167 ] الرزق، واعجب لأنه لا يفلح الكافرون، وينبغي أن تكون الكاف حرف خطاب، لا اسما، لأن (وي ) ليست مما يضاف.
وقيل: المعنى: تنبيهك بأن الله، فحذف.
وقيل: المعنى: ويلك إنه، وأنكره بعض النحويين، وقال: لو كان كذلك، لكان بالكسر، وقال بعضهم: التقدير: ويلك اعلم أنه، فأضمر (اعلم ) .
ومثل مذهب من وقف على (ويك ) قول عنترة: [من الكامل]
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقوله: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد : معنى: فرض عليك القرآن : أنزله، وقيل: المعنى: فرض عليك العمل بما فيه.
ومعنى لرادك إلى معاد : إلى الجنة، قاله أبو سعيد الخدري، وغيرهما. وابن عباس،
[ ص: 168 ] وقال له: {لرادك} ; لأنه وقيل: لأن أباه دخل الجنة ليلة الإسراء، آدم خرج منها.
وعن أيضا، ابن عباس أن المعنى: لرادك إلى ومجاهد: مكة.
وعن أيضا، مجاهد والزهري، أن المعنى: لرادك إلى يوم القيامة، وهو اختيار والحسن: الزجاج.
وقوله: كل شيء هالك إلا وجهه : قال أي: إلا ما أريد به وجهه. الثوري:
معنى أبو عبيدة: إلا وجهه : إلا جاهه، كما يقال: (لفلان وجه في الناس ) ; أي جاه، فالمعنى على هذا: كل شيء هالك إلا الوجه الذي يطلبون به القربة إلى الله والجاه عنده.
وقيل: معنى إلا وجهه : إلا إياه; كقولك: أكرم الله وجهك; أي: أكرمك الله.
[ ص: 169 ] [ و (الوجه ) في اللغة يتصرف على وجوه:
منها: الوجه الذي هو الجارحة، ومنها: أول الشيء وصدره، نحو: وجه النهار [آل عمران: 72]، ومنها: القصد والفعل; نحو: وجهت وجهي للذي فطر السماوات [الأنعام: 79]، ومنها الحيلة، نحو: (ما الوجه في كذا؟ ) ، ومنها: المذهب، والجهة، والمنزلة، والقدر; نحو: (لفلان وجه عند الناس ) ، والوجه: الرئيس، ووجه الشيء: نفسه، وذاته].