التفسير:
وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله : قال قوله تعالى: ابن عباس، هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية، يطلب أفضل منها، فليس له أجر، ولا عليه إثم. ومجاهد:
وقيل: إنما حجر هذا على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛ كما قال في موضع آخر: ولا تمنن تستكثر [المدثر: 6].
وقيل: يراد به: الربا المحرم؛ فمعنى (لا يربو عند الله) على هذا: لا يحكم [ ص: 221 ] به لآخذه، [بل] هو للمأخوذ منه.
وقيل: هو الرجل يعطي الرجل؛ ليخدمه، لا لثواب.
وقوله: وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله أي: صدقة، عن ابن عباس.
وقوله: فأولئك هم المضعفون أي: الذين يجدون أضعاف ذلك؛ أي: فأولئك هم ذوو الأضعاف.
وقوله: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس : قال (الفساد في البر): قتل ابن مجاهد: آدم أخاه، و (في البحر): أخذ السفينة غصبا.
عكرمة {البر}: البوادي، و {البحر}: القرى؛ والتقدير على هذا: في مواضع البر، وفي مواضع البحر؛ أي: السواحل التي على البحر. وقتادة:
{الفساد}: الشرك؛ يعني: قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. قتادة:
وقيل: {الفساد}: المعاصي، وقطع السبل، والظلم.
هو نقصان البركة بأعمال العباد؛ كي يتوبوا. ابن عباس:
وقوله: لعلهم يرجعون : أي: عن المعاصي.
[ ص: 222 ] وقوله: فأقم وجهك للدين القيم أي: اجعل قصدك إليه.
وقوله: من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يعنى: يوم القيامة.
يومئذ يصدعون أي: يتفرقون فريقين؛ فريقا في الجنة، وفريقا في السعير.
وقوله: فلأنفسهم يمهدون أي: يوطئون لقدومهم على الله تعالى، في القبر. مجاهد:
وقوله: ليجزي الذين آمنوا أي: يتفرقون؛ ليخص بالجزاء من فضله المؤمنين.
وقوله: فانتقمنا من الذين أجرموا : هذا الوقف عند وروي عن بعض الكوفيين الوقف على نافع، وكان حقا ؛ أي: وكان عقابنا حقا، ثم قال: علينا نصر المؤمنين ابتداء وخبر.
وقوله: وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين : تكرير من قبله عند توكيد. الأخفش
قطرب: المعنى: وإن كانوا من قبل التنزيل من قبل المطر.
[ ص: 223 ] وقيل: المعنى: من قبل تنزيل الغيث عليهم، من قبل الزرع، ودل على (الزرع) المطر؛ إذ بسببه يكون، ودل عليه أيضا: فرأوه مصفرا .
وقيل: المعنى: من قبل السحاب؛ أي من قبل رؤيته.
وقوله: فانظر إلى آثار رحمت الله يعني: المطر.
وقوله: ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا أي: فرأوا النبات مصفرا، [وقيل: الهاء لـ (الأثر) ؛ والمعنى: فرأوا الأثر مصفرا]، وقيل: الهاء لـ (السحاب)، وقيل: لـ (الريح).
وقوله: لظلوا من بعده يكفرون أي: ليظلن، وحسن وقوع الماضي في موضع المستقبل؛ لما في الكلام من معنى المجازاة، والمجازاة لا تكون إلا بمستقبل، قاله الخليل وغيره.
وقوله: الله الذي خلقكم من ضعف أي: في حال ضعف، [ ثم جعل من بعد ضعف قوة يعني: الشبيبة]، ثم جعل من بعد قوة ضعفا يعني: الهرم.
وقوله: ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة أي: ما لبثوا في القبور إلا ساعة، وقيل: المعنى: ما لبثوا في الدنيا غير ساعة، هان عليهم مكثهم [ ص: 224 ] في الدنيا، وقد تقدم القول في نحوه في (المؤمنين) [112-114].
وقوله: كذلك كانوا يؤفكون أي: كما صرفوا عن الحق في قسمهم إنهم ما لبثوا غير ساعة؛ كذلك كانوا يصرفون عن الحق في الدنيا.
وقوله: وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث المعنى: أن في خبر كتاب الله أنكم لبثتم في قبوركم إلى يوم البعث.
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير؛ والمعنى: وقال الذين أوتوا العلم والإيمان في كتاب الله: لقد لبثتم إلى يوم البعث، قاله قتادة.
وقوله: فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون أي: لا يستخفنك الشاكون، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد: أمته.