ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الآية.
قال ابن عباس، وغيرهما: المعنى: ليس البر كله في التوجه إلى القبلة في الصلاة، ولكن البر ما ذكره في الآية، وسبب نزول ذلك: كثرة الخوض في [ ص: 398 ] أمر القبلة حين حولت حتى صارت كأنها لا طاعة لله غيرها. ومجاهد،
وقيل: المعنى: ليس البر أن تتخذوا المشرق والمغرب فتصلوا بينهما إلى جهة الكعبة، ولا تعملوا غير ذلك.
وقال قتادة، والربيع: كانت اليهود تتوجه إلى المغرب، والنصارى إلى المشرق.
ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر [قيل: المعنى: ولكن ذو البر من آمن بالله].
وقيل: المعنى: ولكن البر بر من آمن بالله.
وقيل: (البر) بمعنى: البر، أو البار.
وآتى المال على حبه أي: على حب المال، فأضيف المصدر إلى المفعول.
وقيل: المعنى على حب الإيتاء.
وقيل: على حب المعطي، وحذف المفعول؛ وهو (المال).
والمراد بالآية: الزكاة في قول أكثر المفسرين.
وقال مجاهد، : هو حق في المال سواها. والشعبي
وابن السبيل : المسافر، عن مجاهد، سمي ابن السبيل؛ لملازمته الطريق، : الضيف. قتادة
{والسائلين} يعني: الذين يسألون الناس.
[ ص: 399 ] وفي الرقاب : قيل: يعني: العتق، وقيل: معونة المكاتب في آخر كتابته.
والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس : (البأساء): الفقر، (الضراء): السقم، وعنه: (البأساء): الجوع، (والضراء): المرض. ابن مسعود
: (البأساء): البؤس والفقر، (الضراء): الزمانة في الجسد. قتادة
(وحين البأس) أي: حين شدة البأس؛ يعني: القتال.
(البأساء والضراء): صفتان أقيمتا مقام الموصوف، والمعنى: الخلة البأساء، والخلة الضراء.
أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون أي: صدقوا في إيمانهم بالله تعالى، لا من ولى وجهه قبل المشرق والمغرب وهو يخالف أوامر الله تعالى.
وقوله: كتب عليكم القصاص في القتلى قيل: كتب في اللوح المحفوظ؛ أي: قضي.
ويأتي (كتب) بمعنى: (أمر) ؛ نحو: ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم [المائدة: 21]، ومعنى: (جعل) ؛ نحو: أولئك كتب في قلوبهم [المجادلة: 22]، وتقدم [ ص: 400 ] القول في القصاص، والوصية.