1619 (باب التسليم على أهل القبور، والترحم عليهم، والدعاء لهم)
وذكره النووي في (كتاب الجنائز) .
(حديث الباب)
وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 42 - 44 ج7 المطبعة المصرية
[عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب،
قال: فظننا أنه يريد أمه، التي ولدته.
قال: قالت : ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ عائشة
قلنا: بلى.
قال: قالت: لما كانت ليلتي، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب: فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه. وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثم أجافه رويدا. [ ص: 403 ] فجعلت درعي في رأسي واختمرت، وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع. فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته فدخلت. فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال: "ما لك يا حشيا رابية؟". عائش!
قالت: قلت: لا شيء. قال: "لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير."
قالت: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! فأخبرته. قال: "فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟".
قلت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: "أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟!" قالت: -مهما يكتم الناس يعلمه الله- نعم.
قال: جبريل أتاني حين رأيت، فناداني. فأخفاه منك فأجبته: فأخفيته منك. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي". "فإن
فقال: "إن ربك يأمرك: أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم".
قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا -إن شاء الله- بكم للاحقون. "] أنه قال يوما: ألا أحدثكم عني وعن أمي؟
[ ص: 404 ]