الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              115 (باب من سجد لله فله الجنة)

                                                                                                                              وذكره النووي في الجزء الأول من شرحه في (باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 69 - 70 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي. يقول: يا ويله!" وفي رواية أبي كريب: "يا ويلي! أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار ].

                                                                                                                              [ ص: 31 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 31 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابن آدم السجدة") أي آية السجدة "فسجد اعتزل الشيطان يبكي. يقول: يا ويله!".

                                                                                                                              هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم، صرف الحاكي الضمير عن نفسه، تصاونا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه.

                                                                                                                              وفي رواية أبي كريب: "يا ويلي!" يجوز فيه فتح اللام وكسرها.

                                                                                                                              "أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار".

                                                                                                                              وفي رواية: "فعصيت فلي النار".

                                                                                                                              صنيع مسلم يدل أن المراد بالسجدة هنا، الصلاة. وتركها كفر يوجب النار، وإليه ذهب الجمهور.

                                                                                                                              والظاهر من لفظ الحديث أن المراد: مطلق السجدة. وهو عبادة مستقلة. وكفر إبليس بسبب الجحود عن السجود، مأخوذ من قوله سبحانه: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.

                                                                                                                              أي: وكان في علم الله منهم. وقيل: صار منهم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية