الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1409 (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي في الكتاب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 140 جـ6 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ ( عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ) رضي الله عنهما (قال: [ ص: 110 ] قال لي عبد الله بن عمر : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام، إلى أن تقضى الصلاة") . ]

                                                                                                                              ورواه أبو داود أيضا.

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              وقد ذكر صاحب "سفر السعادة" في تعيين هذه الساعة: أحد عشر قولا هذا واحد منها، ورجحه مسلم والنووي، وهذا أجود شيء وأصحه في الباب. وبه قال البيهقي، وابن العربي، وجماعة.

                                                                                                                              وقال المحب الطبري: أصح الأحاديث فيها: حديث أبي موسى، وأشهر الأقوال فيها: قول عبد الله بن سلام.

                                                                                                                              قال الحافظ في "بلوغ المرام": وفي حديث عبد الله بن سلام عند ابن ماجه، وجابر عند أبي داود والنسائي: "أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس".

                                                                                                                              قال: وقد اختلف فيها على أكثر من أربعين قولا أمليتها في شرح البخاري. يعني: "فتح الباري".

                                                                                                                              قلت: وقد حكيت هذه الأقوال في "مسك الختام، شرح بلوغ المرام"، مع زيادة فراجعها. قال: ورجح الدارقطني: أنه من قول أبي بردة.

                                                                                                                              وقال النووي : هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم.

                                                                                                                              [ ص: 111 ] وقال: رواه جماعة عن أبي بردة من قوله. ومنهم من بلغ به أبا موسى، ولم يرفعه. قال: والصواب أنه من قول أبي بردة.

                                                                                                                              قال النووي : وهذا الذي استدركه، بناء على القاعدة المعروفة له، ولأكثر المحدثين: أنه إذا تعارض في رواية الحديث: "وقف، ورفع، أو إرسال، واتصال" حكموا: بالوقف، والإرسال. وهي قاعدة ضعيفة ممنوعة.

                                                                                                                              والصحيح طريقة الأصوليين، والفقهاء، والبخاري، ومسلم، ومحققي المحدثين: أنه يحكم بالرفع والاتصال. لأنها زيادة ثقة.

                                                                                                                              قال: وقد روينا في سنن البيهقي عن أحمد بن سلمة: قال: ذاكرت مسلم بن الحجاج حديث "مخرمة" هذا. فقال مسلم: هو أجود حديث وأصحه، في بيان ساعة الجمعة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية