الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال صلى الله عليه وسلم : يد الرحمن على رأس المؤذن حتى يفرغ من أذانه وقيل في تفسير قوله عز وجل : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا نزلت في المؤذنين وقال صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن وذلك مستحب إلا في الحيعلتين فإنه يقول فيهما لا حول ولا قوة إلا بالله .

التالي السابق


(وقال صلى الله عليه وسلم: يد الرحمن على رأس المؤذن حتى يفرغ من أذانه) .

قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط، والحسن بن سفيان في مسنده من حديث أنس بإسناد ضعيف، (وقيل في تفسير قوله عز وجل: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) الآية، (نزلت في المؤذنين) ، أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن مردويه، عن عائشة قالت: "ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذنين: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله الآية، وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن أبي حازم في قوله: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال: الأذان، و"عمل صالحا" قال: الصلاة بين الأذان والإقامة، وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن أبي حاتم عن عائشة : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قالت: المؤذن، و"عمل صالحا" قالت: ركعتان فيما بين الأذان والإقامة، وفي الدر المنثور للحافظ السيوطي أقوال أخر في تفسير هذه الآية أعرضنا عن ذكرها .

(وقال صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن) ، رواه أبو مصعب الزبيدي عن مالك، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه [ ص: 6 ] رفعه، وهو حديث صحيح أخرجه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر، وأخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وأبو داود عن القعنبي، والترمذي والنسائي عن قتيبة، والنسائي أيضا من رواية يحيى القطان، والترمذي أيضا من رواية معن بن عيسى، وابن ماجه من رواية زيد بن الحباب، وابن خزيمة وأبو عوانة من رواية عبد الله بن وهب، عشرتهم عن مالك، قال الترمذي : حسن صحيح، وروى معمر وغير واحد عن الزهري هكذا، ورواه عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري فقال: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة؛ والصحيح رواية مالك ومن تابعه، اهـ كلام الترمذي . قال الحافظ : رواية معمر أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عنه وعن مالك جميعا عن الزهري، ورواية الغير لعله يريد به ابن جريج، وقد أخرجه أبو عوانة من روايته عن الزهري كذا، وكذا رواه عبد الله بن وهب وعثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري بلفظ: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول". هكذا أخرجه أحمد وابن خزيمة وأبو عوانة، والله أعلم .

(وذلك) ، أي: القول بمثل ما يقول المؤذن (محبوب) ومسنون (إلا في الحيعلتين) أي: حي على الصلاة، وحي على الفلاح، (فإنه) يقول فيهما: (لا حول ولا قوة إلا بالله) . أخرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، وأبو داود عن محمد بن المثنى، وابن خزيمة عن يحيى بن محمد بن السكن، ثلاثتهم عن محمد بن جهضم عن إسماعيل بن جبير، عن عمارة بن غزية عن حبيب بن جعفر عن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفعه: "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، ثم قال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة".




الخدمات العلمية