الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأن يجافي مرفقيه عن جنبيه وتضم المرأة مرفقيها إلى جنبيها .

التالي السابق


(وأن يجافي مرفقيه عن جنبيه) ، رواه أبو داود في حديث أبي حميد، ولفظه "ووتر يديه يتجافى عن جنبيه، ورواه ابن خزيمة بلفظ: ونحى يديه عن جنبه، وللبخاري عن عبد الله بن بحينة: "كان إذا ركع فرج بين يديه حتى يبدو إبطاه، (وتضم المرأة مرفقيها إلى جنبيها) ، فإنه أستر لها. وروى أبو داود في "المراسيل" عن يزيد بن أبي حبيب "أنه صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان، فقال: إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض". ورواه البيهقي من طريقين موصولين، لكن في كل منهما متروك، فهذا بيان أكمل الركوع، وفي "القوت": وصورة الركوع أن يفرج بين أصابعه فيملأ بها ركبتيه، ويجافي عضديه عن جنبيه، ولا يرفع رأسه، ولا يخفضه، وليمد عنقه مع ظهره فيكون رأسه وظهره سواء، ولا يكون ظهره مخفوضا إلى أسفل ولا عنقه إلى فوق اهـ .

وفي عبارات أصحابنا: هو خفض الرأس مع الانحناء بالظهر، وبه يحصل مفروض الركوع، وأما كماله ليحصل الواجب والمسنون فبانحناء الصلب حتى يسوي الرأس بالعجز محاذاة، وهو حد الاعتدال فيه، فإن كان إلى حال القيام أقرب لا يجوز، وإن كان إلى حال الركوع أقرب جاز، وركنية الركوع متعلقة بأدنى ما ينطلق عليه اسم الركوع عند أبي حنيفة ومحمد؛ خلافا لأبي يوسف، وهي مسألة تعديل الأركان، ويأخذ الركبتين بيديه مع تفريج الأصابع ونصب الساقين، وفي "الدراية": انحناؤهما مثل القوس مكروه عند أهل العلم .




الخدمات العلمية