فلو لم يكن لك من صلاتك حظ سوى ذكر الله لك في جلاله وعظمته فناهيك بذلك غنيمة فكيف بما ترجوه من ثوابه وفضله وكذلك ينبغي أن تفهم ما تقرؤه من السور كما سيأتي في كتاب تلاوة القرآن فلا تغفل عن أمره ونهيه ووعده ووعيده ومواعظه وأخبار أنبيائه وذكر مننه وإحسانه .
ولكل واحد حق ، فالرجاء حق الوعد والخوف حق الوعيد والعزم حق الأمر والنهي ، والاتعاظ حق الموعظة ، والشكر حق ذكر المنة والاعتبار حق أخبار الأنبياء .
وروي أن زرارة بن أوفى لما انتهى إلى قوله تعالى : فإذا نقر في الناقور خر ميتا وكان إبراهيم النخعي إذا سمع قوله تعالى : إذا السماء انشقت اضطرب حتى تضطرب أوصاله .
وقال عبد الله بن واقد رأيت ابن عمر يصلي مغلوبا عليه وحق له أن يحترق قلبه بوعد سيده ووعيده ، فإنه عبد مذنب ذليل بين يدي جبار قاهر .
وتكون هذه المعاني بحسب درجات الفهم ويكون الفهم بحسب وفور العلم وصفاء القلب .
ودرجات ذلك لا تنحصر .
والصلاة مفتاح القلوب فيها تنكشف أسرار الكلمات فهذا حق القراءة ، وهو حق الأذكار ، والتسبيحات أيضا .


