الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ثم ادع في آخر صلاتك بالدعاء المأثور مع التواضع والخشوع والضراعة والابتهال وصدق الرجاء بالإجابة .

وأشرك في دعائك أبويك وسائر المؤمنين .

واقصد عند التسليم السلام على الملائكة والحاضرين وانو ختم الصلاة به .

التالي السابق


(ثم ادع في آخر صلاتك) ، أي: في التشهد قبل السلام (بالدعاء المأثور) ، أي: المنقول عنه -صلى الله عليه وسلم- أو عن أصحابه، وأحسنه ما رواه البخاري من حديث عائشة رفعته: "كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم". وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (مع التواضع) التام (والخشوع) العام (والضراعة) الصادقة (والابتهال) الخالص (وصدق الرجاء بالإجابة) ، وهذه شروط الدعاء (وأشرك في دعائك أبويك) اللذين ربياك صغيرا بالاستغفار لهم، والترحم عليهم، وفي معنى الأبوين الشيوخ، فهم آباء الأرواح، وليس حقهم بأقل من حقوق الأبوين، (و) عم بعد هذا التخصيص (سائر المؤمنين) في مشارق الأرض ومغاربها حيثما كانوا وحيثما حلوا، (واقصد عند التسليم السلام على الملائكة) المقربين (والحاضرين) ، من المؤمنين وصالحي الجن إن كان في جماعة، فإن كان منفردا فليقتصر على الملائكة كتبة الأعمال، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك، (وانو ختم الصلاة به) أي: بالتسليم الأول .



"إشارة"

اعلم أن السلام لا يصح من المصلي إلا أن يكون المصلي في حال صلاته مناجيا ربه غائبا عن الأكوان وعن الحاضرين معه، فإذا أراد الفراغ من الصلاة، والانتقال من تلك الحالة إلى حالة مشاهدة الأكوان والجماعة سلم عليهم سلام القادم لغيبته عنهم في صلاته، فإن كان المصلي لم يزل مع الأكوان في صلاته، فعلى من يسلم فإنه ما برح عندهم، فهلا استحى هذا المصلي حيث يرى بسلامه من صلاته أنه كان عند الله في تلك الحالة فسلام العارف من الصلاة لانتقاله من حال إلى حال فيسلم تسليمتين تسليمة لمن ينتقل عنه، وتسليمة لمن قدم عليه .




الخدمات العلمية