واستشعر شكر الله سبحانه على توفيقه لإتمام هذه الطاعة .
وتوهم أنك مودع لصلاتك هذه وأنك ربما لا تعيش لمثلها .
وقال ، صلى الله عليه وسلم : للذي أوصاه صل صلاة مودع ثم أشعر قلبك الوجل والحياء من التقصير في االصلاة وخف أن لا تقبل صلاتك وأن تكون ممقوتا بذنب ظاهر أو باطن فترد صلاتك في وجهك وترجو مع ذلك أن يقبلها بكرمه وفضله .
كان يحيى بن وثاب إذا صلى مكث ما شاء الله تعرف عليه كآبة الصلاة وكان إبراهيم يمكث بعد الصلاة ساعة كأنه مريض .
فهذا تفصيل صلاة الخاشعين الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم على صلواتهم يحافظون والذين هم على صلاتهم دائمون .
والذين هم يناجون الله على قدر استطاعتهم في العبودية فليعرض الإنسان نفسه على هذه الصلاة فبالقدر الذي يسر له منه ينبغي أن يفرح ، وعلى ما يفوته ينبغي أن يتحسر وفي مداومته ذلك ينبغي أن يجتهد .
وأما فهي مخطرة إلا أن يتغمده الله برحمته والرحمة واسعة والكرم فائض فنسأل الله أن يتغمدنا برحمته ويغمرنا بمغفرته إذ لا وسيلة لنا إلا الاعتراف بالعجز عن القيام بطاعته . صلاة الغافلين