الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومفتاح مزيد الدرجات هي الصلوات .

قال الله عز وجل قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فمدحهم بعد الإيمان بصلاة مخصوصة ، وهي المقرونة بالخشوع .

التالي السابق


قال المصنف : (ومفتاح مزيد الدرجات) كأنه يشير إلى تلك المقامات العشرة المذكورة (هي الصلوات قال الله تعالى) ، وهو أصدق القائلين : ( قد أفلح المؤمنون ) قال صاحب العوارف : وروي عن ابن عباس مرفوعا : "لما خلق الله تعالى جنة عدن ، وخلق فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي [ ص: 166 ] فقالت : قد أفلح المؤمنون ثلاثا ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، وفي الصحيح : "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعون أبصارهم إلى السماء ، وينظرون يمينا وشمالا ، فلما نزلت هذه الآية جعلوا وجوههم حيث يسجدون ، وما رئي أحد منهم بعد ذلك ينظر إلا إلى الأرض " .

وقال صاحب القوت : ووصف الله تعالى - وهو أحسن الواصفين - عباده المتقين المصلين ، فقال : قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون (فمدحهم بعد الإيمان بصلاة مخصوصة ، وهي مقرونة بالخشوع) ، ونص القوت : فمدحهم بالصلاة ، كما وصفهم بالإيمان ، ثم مدح صلاتهم بالخشوع ، كما افتتح بالصلاة أوصافهم .




الخدمات العلمية