ويستحب في هذا اليوم أو في ليلته أن يصلي أربع ركعات بأربع سور : الأنعام ، والكهف ، وطه ، ويس .

فإن لم يحسن قرأ يس وسورة سجدة ، لقمان ، وسورة الدخان ، وسورة الملك .

ولا يدع قراءة هذه الأربع سور في ليلة الجمعة ، ففيها فضل كثير .

التالي السابق

عرض الحاشية

(وَيُسْتَحَبُّ فِي هَذَا الْيَوْمِ - أَوْ فِي لَيْلَتِهِ - أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سُوَرٍ: الْأَنْعَامِ، وَالْكَهْفِ، وَطه، وَيس، فَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ قَرَأَ يس، وَسَجْدَةَ لُقْمَانَ، وَسُورَةَ الدُّخَانِ، وَسُورَةَ الْمُلْكِ، وَلَا يَدَعُ قِرَاءَةَ هَذِهِ الْأَرْبَعِ سُوَرٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَفِيهَا فَضْلٌ كَبِيرٌ) ، وَلَفْظُ الْقُوتِ: وَاسْتُحِبَّ أَنْ يُصَلِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سُوَرٍ، فَسَاقَ الْعِبَارَةَ كَمَا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَوْ فِي لَيْلَتِهِ، وَهُوَ مِنْ زِيَادَةِ الْمُصَنِّفِ، ثُمَّ قَالَ: وَلَا يَدَعُ قِرَاءَةَ هَذِهِ الْأَرْبَعِ سُوَرٍ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، فَفِي ذَلِكَ أَجْرٌ، وَفَضْلٌ كَبِيرٌ. اهـ .

وَكَأَنَّهُ أَرَادَ قِرَاءَتَهَا وَلَوْ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ، وَأَمَّا فَضَائِلُ هَذِهِ السُّوَرِ، فَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَنْ قَرَأَ السُّورَةَ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ حَتَّى تُحْجَبَ الشَّمْسُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، وَكَذَا فَضْلُ سُورَةِ الْكَهْفِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، وَأَمَّا سُورَةُ طه، وَيس، فَأَخْرَجَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي التَّوْحِيدِ، وَالْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - قَرَأَ طه، وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالَتْ طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ عَلَيْهَا هَذَا، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوبَى لِأَلْسِنَةٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا.

وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ،

[ ص: 300 ] عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ: أُعْطِيتُ السُّورَةَ الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا الْأَنْعَامُ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طه، وَالطَّوَاسِينَ مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْقُرْآنِ، وَخَوَاتِيمَ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً.

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ قَالَ: كُلُّ قُرْآنٍ يُوضَعُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَا يَقْرَؤُونَ شَيْئًا إِلَّا سُورَةَ طه، وَيس، وَأَنَّهُمْ يَقْرَؤُونَ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانِ، وَالضِّيَاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدَبٍ الْبَجَلِيِّ رَفَعَهُ: مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ غُفِرَ لَهُ. وَرَوَاهُ الدَّارِمِيُّ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْعُقَيْلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي الْحِلْيَةِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِلَفْظِ: أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ، وَفِي الشُّعَبِ لِلْبَيْهَقِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ: "مَنْ قَرَأَ يس، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ".

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي الْفَضَائِلِ، وَابْنُ النَّجَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "مَنْ قَرَأَ يس، وَالصَّافَّاتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَأَلَ اللهَ أَعْطَاهُ سُؤْلَهُ". وَأَمَّا سُورَةُ الدُّخَانِ، فَأَخْرَجَ الدَّارِمِيُّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: "مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ".

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ أَلْفُ مَلَكٍ". وَعِنْدَ ابْنِ السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِهِ: "مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ". وَعِنْدَ ابْنِ الضُّرَيْسِ مِنْ حَدِيثِهِ: "مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ حم الدُّخَانَ، وَيس أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ".

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: "مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، وَيَوْمِ جُمُعَةٍ بَنَى اللهُ لَهُ بِهَا بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي لَيْلَةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

وَأَمَّا سُورَةُ الْمُلْكِ، فَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نُسَمِّيهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَانِعَةَ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللهِ سُورَةُ الْمُلْكِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ.

وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةً قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ فِي الْقُرْآنِ سُورَةً تُجَادِلُ عَنْ صَاحِبِهَا فِي الْقَبْرِ تَكُونُ ثَلَاثِينَ آيَةً فَنَظَرُوهَا، فَوَجَدُوهَا تَبَارَكَ .

وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ بِسَنَدٍ وَاهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: إِنِّي لَأَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ سُورَةً هِيَ ثَلَاثُونَ آيَةً مَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ نَوْمِهِ كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، وَمُحِيَ عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً، وَرُفِعَ لَهُ ثَلَاثُونَ دَرَجَةً، وَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكًا يَبْسُطُ عَلَيْهِ جَنَاحَيْهِ، وَيَحْفَظُهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ، تُجَادِلُ عَنْ صَاحِبِهَا فِي الْقَبْرِ، وَهِيَ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْرَأُ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ كُلَّ لَيْلَةٍ لَا يَدَعُهُمَا فِي سِفْرٍ، وَلَا حَضَرٍ.

(ويستحب في هذا اليوم - أو في ليلته - أن يصلي أربع ركعات بأربع سور: الأنعام، والكهف، وطه، ويس، فإن لم يحسن قرأ يس، وسجدة لقمان، وسورة الدخان، وسورة الملك، ولا يدع قراءة هذه الأربع سور في ليلة الجمعة، ففيها فضل كبير) ، ولفظ القوت: واستحب أن يصلي يوم الجمعة أربع ركعات بأربع سور، فساق العبارة كما عند المصنف، ولم يقل: أو في ليلته، وهو من زيادة المصنف، ثم قال: ولا يدع قراءة هذه الأربع سور في كل ليلة جمعة، ففي ذلك أجر، وفضل كبير. اهـ .

وكأنه أراد قراءتها ولو في غير صلاة، وأما فضائل هذه السور، فأخرج الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس: من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه، وملائكته حتى تحجب الشمس، وقد تقدم ذكرها، وكذا فضل سورة الكهف تقدم ذكرها، وأما سورة طه، ويس، فأخرج ابن خزيمة في التوحيد، والعقيلي في الضعفاء، والطبراني في الأوسط، وابن عدي، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، عن أبي هريرة رفعه: إن الله - تبارك وتعالى - قرأ طه، ويس قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لأمة ينزل عليها هذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسنة تتكلم بهذا.

وأخرج الديلمي،

[ ص: 300 ] عن أنس رفعه: أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول، وأعطيت طه، والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن، وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة.

وأخرج ابن مردويه، عن أبي أمامة رفعه قال: كل قرآن يوضع على أهل الجنة، فلا يقرؤون شيئا إلا سورة طه، ويس، وأنهم يقرؤون بهما في الجنة.

وأخرج ابن حبان، والضياء، عن الحسن، عن جندب البجلي رفعه: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له. ورواه الدارمي، وابن مردويه، والعقيلي، عن الحسن، عن أبي هريرة، وفي الحلية، عن ابن مسعود بلفظ: أصبح مغفورا له، وفي الشعب للبيهقي، عن حسان بن عطية: "من قرأ يس، فكأنما قرأ القرآن عشر مرات".

وأخرج ابن أبي داود في الفضائل، وابن النجار، عن ابن عباس: "من قرأ يس، والصافات يوم الجمعة، ثم سأل الله أعطاه سؤله". وأما سورة الدخان، فأخرج الدارمي، عن أبي رافع: "من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، وزوج من الحور العين".

وأخرج الترمذي، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة: "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له ألف ملك". وعند ابن السني من حديثه: "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له". وعند ابن الضريس من حديثه: "من قرأ ليلة الجمعة حم الدخان، ويس أصبح مغفورا له".

وأخرج الطبراني في الكبير، وابن مردويه، عن أبي أمامة: "من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة، ويوم جمعة بنى الله له بها بيتا في الجنة.

وأخرج ابن الضريس، عن الحسن مرسلا: من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه.

وأما سورة الملك، فأخرج الطبراني، وابن مردويه بسند جيد، عن ابن مسعود قال: كنا نسميها في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المانعة، وإنها لفي كتاب الله سورة الملك، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

وأخرج سعيد بن منصور، عن عمرو بن مرة قال: كان يقال: إن في القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر تكون ثلاثين آية فنظروها، فوجدوها تبارك .

وأخرج الديلمي بسند واه، عن ابن عباس رفعه: إني لأجد في كتاب الله سورة هي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له بها ثلاثون حسنة، ومحي عنه ثلاثون سيئة، ورفع له ثلاثون درجة، وبعث الله إليه ملكا يبسط عليه جناحيه، ويحفظه من كل شيء حتى يستيقظ، وهي المجادلة، تجادل عن صاحبها في القبر، وهي: تبارك الذي بيده الملك.

وأخرج ابن مردويه، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ الم تنزيل السجدة، وتبارك الذي بيده الملك كل ليلة لا يدعهما في سفر، ولا حضر.