ومن خيفة ذلك اختار بعضهم تشويش الظاهر ، ولبس ثياب الأشرار كيلا يظن به الخير بسبب ظاهره ، فيكون كاذبا في دلالة الظاهر على الباطن .
إذن : مخالفة الظاهر للباطن إن كانت عن قصد سميت رياء ، ويفوت بها الإخلاص ، وإن كانت عن غير قصد فيفوت بها الصدق .
ولذلك وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي ، واجعل علانيتي صالحة " يزيد بن الحارث إذا استوت سريرة العبد وعلانيته فذلك النصف وإن كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل ، وإن كانت علانيته أفضل من سريرته فذلك الجور ، وأنشدوا .
:
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى فقد عز في الدارين واستوجب الثنا فإن خالف الإعلان سرا فما له
على سعيه فضل سوى الكد والعنا فما خالص الدينار في السوق نافق
ومغشوشه المردود لا يقتضي المنا
وقال بن قرة من يدلني على بكاء بالليل بسام بالنهار . معاوية
وقال كان عبد الواحد بن زيد الحسن إذا أمر بشيء كان من أعمل الناس به ، وإذا نهى عن شيء كان من أترك الناس له .
ولم أر أحدا قط أشبه سريرة بعلانية منه .
وكان أبو عبد الرحمن الزاهد يقول : إلهي عاملت الناس فيما بيني وبينهم بالأمانة ، وعاملتك فيما بيني وبينك بالخيانة ، ويبكي .
وقال أبو يعقوب النهرجوري الصدق موافقة الحق في السر والعلانية .
فإذن مساواة السريرة للعلانية أحد أنواع الصدق .