بيان جمل مفرقة من أوصاف أهل الجنة وردت بها الأخبار :
روى أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : ألا هل مشمر للجنة ؟ إن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد وفاكهة كثيرة ، نضيجة ، وزوجة حسناء ، جميلة ، في حبرة ونعمة في مقام أبدا ، ونضرة في دار عالية ، بهية ، سليمة ، قالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله ، قال : قولوا : إن شاء الله تعالى ، ثم ذكر الجهاد ، وحض عليه وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هل في الجنة خيل ؟ فإنها تعجبني ، قال : إن أحببت ذلك ، أتيت بفرس من ياقوتة حمراء ، فتطير بك في الجنة حيث شئت ، وقال له رجل : إن الإبل تعجبني ، فهل في الجنة من إبل ؟ فقال : يا عبد الله ، إن أدخلت الجنة فلك فيها ما اشتهت نفسك ، ولذت عيناك .
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل من أهل الجنة ليولد له الولد كما يشتهي ، يكون حمله ، وفصاله ، وشبابه في ساعة واحدة إذا استقر أهل الجنة في الجنة ، اشتاق الإخوان إلى الإخوان ، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، فيلتقيان ، ويتحدثان ، ما كان بينهما في دار الدنيا ، فيقول : يا أخي ، تذكر يوم كذا ، في مجلس كذا ، فدعونا الله عز وجل فغفر لنا .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن : مرد بيض جعاد مكحولون أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم ، طولهم ستون ذراعا ، في عرض سبعة أذرع وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان ، وسبعون زوجة وينصب ، له قبة من لؤلؤ ، وزبرجد ، وياقوت ، كما بين أهل الجنة جرد الجابية إلى صنعاء وإن عليهم التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وقال صلى الله عليه وسلم : المقتب نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلف البعير وإذا طيرها كالبخت وإذا فيها جارية ، فقلت : يا جارية ، لمن أنت ؟ فقالت لزيد بن حارثة ، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر وقال كعب خلق الله تعالى آدم عليه السلام بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الجنة بيده ، ثم قال لها : تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون .