نختم الكتاب بباب في على سبيل التفاؤل بذلك . سعة رحمة الله تعالى
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل وليس لنا من الأعمال ما نرجو به المغفرة فنقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في التفاؤل ونرجو أن يختم عاقبتنا بالخير في الدنيا والآخرة ، كما ختمنا الكتاب بذكر رحمة الله تعالى .
فقد قال الله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى : قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وقال تعالى : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .
ونحن نستغفر الله تعالى من كل ما زلت به القدم ، أو طغى به القلم ، في كتابنا هذا وفي سائر كتبنا ونستغفره من أقوالنا التي لا توافقها أعمالنا ، ونستغفره مما ادعيناه وأظهرناه من العلم والبصيرة بدين الله تعالى مع التقصير فيه ، ونستغفره من كل علم وعمل قصدنا به وجهه الكريم ثم خالطه غيره ، ونستغفره من كل وعد وعدناه به من أنفسنا ثم قصرنا في الوفاء به ، ونستغفره من كل نعمة أنعم بها علينا فاستعملناها في معصيته ، ونستغفره من كل تصريح وتعريض بنقصان ناقص وتقصير مقصر كنا متصفين به ، ونستغفره من كل خطرة دعتنا إلى تصنع وتكلف تزينا للناس في كتاب سطرناه أو كلام ، نظمناه ، أو علم أفدناه ، أو استفدناه ، ونرجو بعد الاستغفار من جميع ذلك كله ، لنا ولمن طالع كتابنا هذا أو كتبه أو سمعه أن نكرم بالمغفرة ، والرحمة ، والتجاوز عن جميع السيئات ، ظاهرا وباطنا ، فإن الكرم عميم ، والرحمة واسعة ، والجود على أصناف الخلائق فائض .
ونحن خلق من خلق الله عز وجل ، لا وسيلة لنا إليه إلا فضله وكرمه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تعالى مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس ، والطير ، والبهائم ، والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وأخر تسعا وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة .