وكذلك مقام إبراهيم الذي قال الله تعالى فيه: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى لم يستلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقبله، ولا يشرع ذلك فيه بل ينهى عنه باتفاق العلماء. فإذا كان مقام إبراهيم الذي ذكره الله تعالى في القرآن لا يشرع أن يتمسح العبد به فكيف سائر المقامات والمشاهد التي يقال: إنها أثر بعض الأنبياء والصالحين؟.
وإذا كان فكيف بقبر غيره؟ وفي سنن قبر نبينا لا يشرع باتفاق المسلمين بأن يقبل أو يتمسح به، عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبي داود وقال أيضا : "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر". "صلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني".
ولهذا رأى عبد الله بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب رجلا يكثر الاختلاف إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا هذا! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فما أنت ورجل "لا تتخذوا قبري عيدا، فصلوا علي حيثما كنتم، فإن [ ص: 47 ] صلاتكم تبلغني"، بالأندلس فيه إلا سواء. ذكره في سننه ، وروى بنحو هذا المعنى سعيد بن منصور عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين عن الحسين ذكره علي بن أبي طالب. الحافظ في صحيحه . أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي
وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: رواه "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". في "الموطأ" ، وعن مالك مرسلا ومسندا. مالك
وقد كانت حجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هو الآن مدفون فيها هي حجرة وكانت شرقي المسجد لم تكن داخلة فيه، وكان حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلي المسجد وشرقيه، وكانت منفصلة عن المسجد على عهد الخلفاء الراشدين إلى عهد عائشة، فإنه عمر المسجد وغيره، وكان الوليد بن عبد الملك، نائبه على عمر بن عبد العزيز المدينة، فتولى هو عمارة المسجد، فأدخل فيه حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأدخل فيه حجرة وأمر عائشة، أن يحرف الحجرة عن يمين القبلة، وأن يسنم مؤخرها، لئلا يصلي أحد إلى قبر.. . عمر