[ ص: 167 ] وكذلك إذا قيل: هو يقتضي مطلق الموافقة أو المشاركة فيما قد يسمى مكانا ونحو ذلك من الأسماء، فإنه لا يدل إلا على مطلق هذه الموافقة، لكن قد يكون من لوازم ذلك موالاة أحدهما للآخر محبة ونصرة، كما يقال: فلان معي وفلان علي، إذ كان من شأن المتحابين قرب كل منهما إلى الآخر حتى يتفقا في محل واحد، وقد يكون من لوازم ذلك معرفة كل منهما بالآخر أو معاونته، إذ من شأن المجتمعين من الآدميين في محل [أن] يعرف أحدهما الآخر ومعاونته له.
وهذا كما أن لفظ "العلم" في الأصل إنما يقتضي معرفة المعلوم، ثم قد يكون من لوازم ذلك ما يقتضيه العلم من محاسبة الشخص ومجازاته ونحو ذلك، كما في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ، وكما في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى ، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=64ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم .
وكذلك "السمع" و"البصر"، مثل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الذي يراك حين تقوم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=219وتقلبك في الساجدين ، وقوله:
[ ص: 168 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=105وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون . فهذا ونحوه وإن ذكر فيه لفظ "السمع" و"الرؤية" فالمقصود لوازم ذلك، من إحصاء ذلك والجزاء عليه بالثواب والعقاب، وقد يكون المقصود بذلك قبول الدعاء، كقول الخليل:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إن ربي لسميع الدعاء ، وقول المصلي "سمع الله لمن حمده"، كما يعنى بالنظر نظر الرحمة والمحبة، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=77ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم . فهذه الأمور لما كانت من لوازم العلم والسمع والبصر، [و] من شأنه إحصاء الأعمال والجزاء عليها ونحو ذلك، صارت متضمنة لهذا المعنى. وكذلك المصاحبة لما كان لها لوازم -مثل معرفة الصاحب بحال صاحبه، وموالاته له، وموافقته له- دخلت هذه المعاني فيها حيث دل عليه السياق.
ولفظ "مع" في الأصل يدل على المصاحبة، ويدل على لوازم هذا المعنى: من العلم الذي يتضمن الإحصاء والجزاء على الأعمال عموما، ومن الموالاة والمعونة والنصر الذي يختص المؤمنين ونحو ذلك، فقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ذكر بعد أن
nindex.php?page=treesubj&link=34091_28728_31748_31756أخبر بخلق السماوات والأرض واستوائه على العرش أنه يعلم ما يدخل في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يصعد فيها، وأنه مع الخلق أينما كانوا، وأنه بكل شيء عليم. فدل هذا السياق على
[ ص: 169 ] أنه مع كونه استوى على العرش يعلم باطن الخلق وظاهرهم، وهو معهم لا يغيب عنه شيء من أمرهم.
وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب لما ذكر السماوات والعرش قال:
"والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه" .
وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود: "ما بين السماء إلى السماء كذا وكذا" إلى أن قال: "والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه" .
وكذلك ما ذكره في سورة المجادلة من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ، فافتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم.
ومثل هذا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول .
وأما قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وقوله لموسى وهارون:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أسمع وأرى ، وقوله
[ ص: 170 ] عن الرسول:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، فقد علم أن حكم المعية هنا ومقصودها ليس عاما لجميع المخلوقات كالعلم والقدرة، بل مختصا بالمتقين المحسنين دون الفجار الظالمين،
وبموسى وهارون دون
فرعون وقومه، وبالنبي وصديقه دون مشركي قومه. فهذه الأمور التي فيها خصوص وعموم تضمنها لفظ المعية ودل عليها، كما دل لفظ العلم والسمع والبصر على ما تقدم، وهي في نفسها تقتضي من المصاحبة والمقارنة ما هو معناها في الأصل، ولا تقتضي ممازجة ولا مخالطة ولا تيامنا ولا تياسرا.
بل إذا قيل: إنها تتضمن قربه من خلقه، فقربه ثابت بنصوص صريحة أصرح من لفظ المعية، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=50قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب . وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأصحابه لما كانوا
nindex.php?page=treesubj&link=33130يرفعون أصواتهم بالتكبير: nindex.php?page=hadith&LINKID=699619 "أيها الناس! اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". وهو سبحانه قريب في علوه علي في دنوه.
وقد تكلمنا على قربه من خلقه وقرب عباده منه بكلام مبسوط،
[ ص: 171 ] وذكرنا أقوال الناس كلهم في ذلك في غير هذا الموضع ، وبينا أن قربه لا ينافي علوه.
الجواب الثالث
أن لفظ "التأويل" فيه اصطلاحات متعددة، فالتأويل الذي يتنازع فيه مثبتة الصفات ونفاتها المراد به صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، وذلك لا يجوز إلا بدليل يوجب ذلك.
وقد يراد بلفظ التأويل تفسير اللفظ، وإن كان التفسير يوافق ظاهره. وهذا اصطلاح ابن جرير الطبري في تفسيره وابن عبد البر ونحوهما.
وقد يراد بلفظ التأويل ما يؤول إليه اللفظ، وهو الحقيقة الموجودة في الخارج التي دل الكلام عليها، وبهذه اللغة جاء القرآن، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، وأمثال ذلك.
إذا عرف ذلك فنقول : أما التأويل بالمعنى الثالث والثاني فلا نزاع فيه بين الناس. وأما التأويل بالمعنى الأول فيقال: هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره، أو عن حقيقته أو عن
[ ص: 172 ] الاحتمال الراجح، وحينئذ فالظهور والبطون من الأمور الإضافية، فإن كان الإنسان يظهر له من نصوص الصفات أن صفات الخالق مماثلة لصفات المخلوقات -مثل أن يظن أن استواءه على العرش كاستواء الإنسان على بعيره أو على الفلك، أو أن معيته مع الخلق تقتضي دخوله فيهم، أو أن قوله "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" ظاهره أن صفة الله حلت في الأرض، وأن ذلك الحجر صفة للرب، وأن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء يقتضي أن يكون الله في جوف الأفلاك، ونحو ذلك- فمن ظن أن هذه المعاني الفاسدة هي ظاهر القرآن، وأن مسماها ظاهره وحقيقته، فيجب على مثل هذا أن يعتقد التأويل في ذلك كله، ويعلم أن هذه النصوص مصروفة عن هذا المعنى الذي ظنه هو الاحتمال الراجح إلى ما يخالف ذلك المعنى. لكن عليه أن يعتقد ويعلم أن السلف والأئمة الأربعة الذين منعوا من التأويل لم يعتقدوا أن هذا المعنى الفاسد ظاهر هذه النصوص، ولا أنها تدل على ذلك.
بل من فهم منها هذا المعنى الفاسد بينوا له أنها لا تدل على هذا المعنى الفاسد، وفي كلام الله ورسوله ما ينفي عن الله هذا المعنى الفاسد.
فمن ادعى أن هذه المعاني الفاسدة قد دل عليها القرآن كان ما في القرآن من التصريح بنفي ذلك مثبتا لنفي هذه المعاني الفاسدة، فإنه قد أخبر في القرآن أنه استوى على العرش، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض، وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، وأخبر بعلوه في غير موضع من الكتاب. وهذه كلها نصوص تنفي أن تكون صفاته تشبه صفات خلقه ، أو يكون حالا
[ ص: 173 ] في المخلوقات. وأخبر بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وبقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد ونحو ذلك أن يماثله العباد في صفاتهم، فتكون صفاته كصفات خلقه.
فهذه النصوص المفسرة تبين أن تلك المعاني الفاسدة ليست مرادة، سواء سمى المسمي ذلك تأويلا أو لم يسمه.
[ ص: 167 ] وَكَذَلِكَ إِذَا قِيلَ: هُوَ يَقْتَضِي مُطْلَقَ الْمُوَافَقَةِ أَوِ الْمُشَارَكَةِ فِيمَا قَدْ يُسَمَّى مَكَانًا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْمَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَدُلُّ إِلَّا عَلَى مُطْلَقِ هَذِهِ الْمُوَافَقَةِ، لَكِنْ قَدْ يَكُونُ مِنْ لَوَازِمَ ذَلِكَ مُوَالَاةُ أَحَدِهِمَا لِلْآخَرِ مَحَبَّةً وَنُصْرَةً، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ مَعِي وَفُلَانٌ عَلَيَّ، إِذْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الْمُتَحَابِّينَ قُرْبُ كُلٍّ مِنْهُمَا إِلَى الْآخَرِ حَتَّى يَتَّفِقَا فِي مَحَلٍّ وَاحِدٍ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ لَوَازِمِ ذَلِكَ مَعْرِفَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا بِالْآخَرِ أَوْ مُعَاوَنَتُهُ، إِذْ مِنْ شَأْنِ الْمُجْتَمِعِينَ مِنَ الْآدَمِيِّينَ فِي مَحَلٍّ [أَنْ] يَعْرِفَ أَحَدُهُمَا الْآخَرُ وَمُعَاوَنَتُهُ لَهُ.
وَهَذَا كَمَا أَنَّ لَفْظَ "الْعِلْمِ" فِي الْأَصْلِ إِنَّمَا يَقْتَضِي مَعْرِفَةَ الْمَعْلُومِ، ثُمَّ قَدْ يَكُونُ مِنْ لَوَازِمِ ذَلِكَ مَا يَقْتَضِيهِ الْعِلْمُ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّخْصِ وَمُجَازَاتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، كَمَا فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهِ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ، وَكَمَا فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=64أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
وَكَذَلِكَ "السَّمْعُ" وَ"الْبَصَرُ"، مِثْلَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهُ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=219وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، وَقَوْلِهِ:
[ ص: 168 ] nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=105وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ . فَهَذَا وَنَحْوُهُ وَإِنْ ذُكِرَ فِيهِ لَفْظُ "السَّمْعِ" وَ"الرُّؤْيَةِ" فَالْمَقْصُودُ لَوَازِمُ ذَلِكَ، مِنْ إِحْصَاءِ ذَلِكَ وَالْجَزَاءِ عَلَيْهِ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَقَدْ يَكُونُ الْمَقْصُودُ بِذَلِكَ قَبُولَ الدُّعَاءِ، كَقَوْلِ الْخَلِيلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ، وَقَوْلِ الْمُصَلِّي "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، كَمَا يُعْنَى بِالنَّظَرِ نَظَرُ الرَّحْمَةِ وَالْمَحَبَّةِ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=77وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ . فَهَذِهِ الْأُمُورُ لَمَّا كَانَتْ مِنْ لَوَازِمِ الْعِلْمِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ، [وَ] مِنْ شَأْنِهِ إِحْصَاءُ الْأَعْمَالِ وَالْجَزَاءُ عَلَيْهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ، صَارَتْ مُتَضَمِّنَةً لِهَذَا الْمَعْنَى. وَكَذَلِكَ الْمُصَاحَبَةُ لَمَّا كَانَ لَهَا لَوَازِمُ -مِثْلَ مَعْرِفَةِ الصَّاحِبِ بِحَالِ صَاحِبِهِ، وَمُوَالَاتِهِ لَهُ، وَمُوَافَقَتِهِ لَهُ- دَخَلَتْ هَذِهِ الْمَعَانِي فِيهَا حَيْثُ دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ.
وَلَفْظُ "مَعَ" فِي الْأَصْلِ يَدُلُّ عَلَى الْمُصَاحَبَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى لَوَازِمِ هَذَا الْمَعْنَى: مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي يَتَضَمَّنُ الْإِحْصَاءَ وَالْجَزَاءَ عَلَى الْأَعْمَالِ عُمُومًا، وَمِنَ الْمُوَالَاةِ وَالْمَعُونَةِ وَالنَّصْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ الْمُؤْمِنِينَ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ذَكَرَ بَعْدَ أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=34091_28728_31748_31756أَخْبَرَ بِخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاسْتِوَائِهِ عَلَى الْعَرْشِ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَدْخُلُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَصْعَدُ فِيهَا، وَأَنَّهُ مَعَ الْخَلْقِ أَيْنَمَا كَانُوا، وَأَنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. فَدَلَّ هَذَا السِّيَاقُ عَلَى
[ ص: 169 ] أَنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ بَاطِنَ الْخَلْقِ وَظَاهِرَهُمْ، وَهُوَ مَعَهُمْ لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِمْ.
وَكَذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمَّا ذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْعَرْشَ قَالَ:
"وَاللَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ" .
وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى السَّمَاءِ كَذَا وَكَذَا" إِلَى أَنْ قَالَ: "وَاللَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ" .
وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، فَافْتَتَحَ الْآيَةَ بِالْعِلْمِ وَخَتَمَهَا بِالْعِلْمِ.
وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَقَوْلُهُ لِمُوسَى وَهَارُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، وَقَوْلُهُ
[ ص: 170 ] عَنِ الرَّسُولِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ، فَقَدْ عُلِمَ أَنَّ حُكْمَ الْمَعِيَّةِ هُنَا وَمَقْصُودَهَا لَيْسَ عَامًّا لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، بَلْ مُخْتَصًّا بِالْمُتَّقِينَ الْمُحْسِنِينَ دُونَ الْفُجَّارِ الظَّالِمِينَ،
وَبِمُوسَى وَهَارُونَ دُونَ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، وَبِالنَّبِيِّ وَصَدِيقِهِ دُونَ مُشْرِكِي قَوْمِهِ. فَهَذِهِ الْأُمُورُ الَّتِي فِيهَا خُصُوصٌ وَعُمُومٌ تَضَمَّنَهَا لَفْظُ الْمَعِيَّةِ وَدَلَّ عَلَيْهَا، كَمَا دَلَّ لَفْظُ الْعِلْمِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَهِيَ فِي نَفْسِهَا تَقْتَضِي مِنَ الْمُصَاحَبَةِ وَالْمُقَارَنَةِ مَا هُوَ مَعْنَاهَا فِي الْأَصْلِ، وَلَا تَقْتَضِي مُمَازَجَةً وَلَا مُخَالَطَةً وَلَا تَيَامُنًا وَلَا تَيَاسُرًا.
بَلْ إِذَا قِيلَ: إِنَّهَا تَتَضَمَّنُ قُرْبَهُ مِنْ خَلْقِهِ، فَقُرْبُهُ ثَابِتٌ بِنُصُوصٍ صَرِيحَةٍ أَصْرَحَ مِنْ لَفْظِ الْمَعِيَّةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=50قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ لَمَّا كَانُوا
nindex.php?page=treesubj&link=33130يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=699619 "أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ". وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ.
وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى قُرْبِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَقُرْبِ عِبَادِهِ مِنْهُ بِكَلَامٍ مَبْسُوطٍ،
[ ص: 171 ] وَذَكَرْنَا أَقْوَالَ النَّاسِ كُلِّهِمْ فِي ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَبَيَّنَّا أَنَّ قُرْبَهُ لَا يُنَافِي عُلُوَّهُ.
الْجَوَابُ الثَّالِثُ
أَنَّ لَفْظَ "التَّأْوِيلِ" فِيهِ اصْطِلَاحَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ، فَالتَّأْوِيلُ الَّذِي يَتَنَازَعُ فِيهِ مُثْبِتَةُ الصِّفَاتِ وَنُفَاتُهَا الْمُرَادُ بِهِ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنِ الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إِلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِلَّا بِدَلِيلٍ يُوجِبُ ذَلِكَ.
وَقَدْ يُرَادُ بِلَفْظِ التَّأْوِيلِ تَفْسِيرُ اللَّفْظِ، وَإِنْ كَانَ التَّفْسِيرُ يُوَافِقُ ظَاهِرَهُ. وَهَذَا اصْطِلَاحُ ابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ فِي تَفْسِيرِهِ وَابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَنَحْوِهِمَا.
وَقَدْ يُرَادُ بِلَفْظِ التَّأْوِيلِ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ اللَّفْظُ، وَهُوَ الْحَقِيقَةُ الْمَوْجُودَةُ فِي الْخَارِجِ الَّتِي دَلَّ الْكَلَامُ عَلَيْهَا، وَبِهَذِهِ اللُّغَةِ جَاءَ الْقُرْآنُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=53هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلَهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ.
إِذَا عُرِفَ ذَلِكَ فَنَقُولُ : أَمَّا التَّأْوِيلُ بِالْمَعْنَى الثَّالِثِ وَالثَّانِي فَلَا نِزَاعَ فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ. وَأَمَّا التَّأْوِيلُ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ فَيُقَالُ: هُوَ صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِهِ إِلَى مَا يُخَالِفُ ظَاهِرَهُ، أَوْ عَنْ حَقِيقَتِهِ أَوْ عَنْ
[ ص: 172 ] الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ، وَحِينَئِذٍ فَالظُّهُورُ وَالْبُطُونُ مِنَ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ، فَإِنْ كَانَ الْإِنْسَانُ يَظْهَرُ لَهُ مِنْ نُصُوصِ الصِّفَاتِ أَنَّ صِفَاتِ الْخَالِقِ مُمَاثِلَةٌ لِصِفَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ -مِثْلَ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ اسْتِوَاءَهُ عَلَى الْعَرْشِ كَاسْتِوَاءِ الْإِنْسَانِ عَلَى بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى الْفُلْكِ، أَوْ أَنَّ مَعِيَّتَهُ مَعَ الْخَلْقِ تَقْتَضِي دُخُولَهُ فِيهِمْ، أَوْ أَنَّ قَوْلَهُ "الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ" ظَاهِرُهُ أَنَّ صِفَةَ اللَّهِ حَلَّتْ فِي الْأَرْضِ، وَأَنَّ ذَلِكَ الْحَجَرَ صِفَةٌ لِلرَّبِّ، وَأَنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ اللَّهُ فِي جَوْفِ الْأَفْلَاكِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ- فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ الْفَاسِدَةَ هِيَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ مُسَمَّاهَا ظَاهِرُهُ وَحَقِيقَتُهُ، فَيَجِبُ عَلَى مِثْلِ هَذَا أَنْ يَعْتَقِدَ التَّأْوِيلَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَيَعْلَمَ أَنَّ هَذِهِ النُّصُوصَ مَصْرُوفَةٌ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ظَنَّهُ هُوَ الِاحْتِمَالَ الرَّاجِحَ إِلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ الْمَعْنَى. لَكِنْ عَلَيْهِ أَنَّ يَعْتَقِدَ وَيَعْلَمَ أَنَّ السَّلَفَ وَالْأَئِمَّةَ الْأَرْبَعَةَ الَّذِينَ مَنَعُوا مِنَ التَّأْوِيلِ لَمْ يَعْتَقِدُوا أَنَّ هَذَا الْمَعْنَى الْفَاسِدَ ظَاهِرُ هَذِهِ النُّصُوصِ، وَلَا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ.
بَلْ مَنْ فَهِمَ مِنْهَا هَذَا الْمَعْنَى الْفَاسِدَ بَيَّنُوا لَهُ أَنَّهَا لَا تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الْفَاسِدِ، وَفِي كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَا يَنْفِي عَنِ اللَّهِ هَذَا الْمَعْنَى الْفَاسِدَ.
فَمَنِ ادَّعَى أَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ الْفَاسِدَةَ قَدْ دَلَّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ كَانَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّصْرِيحِ بِنَفْيِ ذَلِكَ مُثْبِتًا لِنَفْيِ هَذِهِ الْمَعَانِي الْفَاسِدَةِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، وَأَنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَأَنَّ الْأَرْضَ جَمِيعًا قَبَضْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، وَأَخْبَرَ بِعُلُوِّهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ. وَهَذِهِ كُلُّهَا نُصُوصٌ تَنْفِي أَنْ تَكُونَ صِفَاتُهُ تُشْبِهُ صِفَاتِ خَلْقِهِ ، أَوْ يَكُونَ حَالًّا
[ ص: 173 ] فِي الْمَخْلُوقَاتِ. وَأَخْبَرَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَبِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَنَحْوِ ذَلِكَ أَنْ يُمَاثِلَهُ الْعِبَادُ فِي صِفَاتِهِمْ، فَتَكُونُ صِفَاتُهُ كَصِفَاتِ خَلْقِهِ.
فَهَذِهِ النُّصُوصُ الْمُفَسِّرَةُ تُبَيِّنُ أَنَّ تِلْكَ الْمَعَانِيَ الْفَاسِدَةَ لَيْسَتْ مُرَادَةً، سَوَاءً سَمَّى الْمُسَمِّي ذَلِكَ تَأْوِيلًا أَوْ لَمْ يُسَمِّهِ.