فصل
* وأما المطيعون من أمة محمد هل هم أفضل من الملائكة؟
فالجواب: أنه قد ثبت عن أنه قال: « عبد الله بن عمرو ذكره إن [ ص: 30 ] الملائكة قالت: يا رب جعلت بني آدم يأكلون في الدنيا ويشربون ويتمتعون، فاجعل لنا الآخرة، كما جعلت لهم الدنيا. قال: لا أفعل. ثم أعادوا عليه: فقال: لا أفعل. ثم أعادوا عليه مرتين أو ثلاثا، فقال: وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان». عثمان بن سعيد الدارمي.
وروى هذا في كتاب « السنة» عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. عبد الله بن أحمد
وثبت عن أنه قال: « ما خلق الله خلقا عليه أكرم من عبد الله بن سلام محمد، فقيل له: ولا جبريل ولا ميكائيل؟ فقال للسائل: أتدري ما جبريل وميكائيل، إنما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر، وما خلق الله خلقا أكرم عليه من محمد».
وما علمت عن أحد من الصحابة ما يخالف ذلك، وهذا هو المشهور عن المنتسبين إلى السنة من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، [ ص: 31 ] وهو أن الأنبياء والأولياء أفضل من الملائكة.
ولنا في هذه المسألة مصنف مفرد، ذكرنا فيه الأدلة من الجانبين.