nindex.php?page=treesubj&link=28750فالواجب على المسلمين أن يكونوا مجتمعين على طاعة الله ورسوله، واتباع كتابه وسنة رسوله، واتباع سبيل السابقين الأولين، وأن يكونوا مع المحق على المبطل، ومع المهتدي على الضال، ومع الراشد على الغاوي; يعظمون ما عظمه الله ورسوله، ويوجبون ما أوجبه الله ورسوله، ويحرمون ما حرم الله ورسوله، ويحبون ما أحبه الله ورسوله، ويبغضون ما أبغضه الله ورسوله، ويكرمون من أكرمه الله ورسوله.
[ ص: 255 ]
وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات: 13].
وقد وصف الله أولياءه بذلك فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الذين آمنوا وكانوا يتقون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة [يونس: 62 - 63].
فأخبر -سبحانه- أن نعت الإيمان: الإيمان والتقوى، والتقوى هي ما سنه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [البقرة: 177].
جمع الله لكم ولسائر المسلمين خير الدنيا والآخرة، وأسبغ عليكم نعمه الباطنة والظاهرة، وتولاكم في جميع الأمور، وصرف عنكم كل محذور، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
[ ص: 256 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28750فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمِعِينِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَاتِّبَاعِ كِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَاتِّبَاعِ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، وَأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْمُحِقِّ عَلَى الْمُبْطِلِ، وَمَعَ الْمُهْتَدِي عَلَى الضَّالِّ، وَمَعَ الرَّاشِدِ عَلَى الْغَاوِي; يُعَظِّمُونَ مَا عَظَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُوجِبُونَ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّونَ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُبْغِضُونَ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُكْرِمُونَ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
[ ص: 255 ]
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الْحُجُرَاتِ: 13].
وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ أَوْلِيَاءَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يُونُسَ: 62 - 63].
فَأَخْبَرَ -سُبْحَانَهُ- أَنَّ نَعْتَ الْإِيمَانِ: الْإِيمَانُ وَالتَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ مَا سَنَّهُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الْبَقَرَةِ: 177].
جَمَعَ اللَّهُ لَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ الْبَاطِنَةَ وَالظَّاهِرَةَ، وَتَوَلَّاكُمْ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، وَصَرَفَ عَنْكُمْ كُلَّ مَحْذُورٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.
[ ص: 256 ]