التاسع : في إثبات فضلها -رضي الله تعالى عنها- بأبيها صلى الله عليه وسلم وأقاربها أصلا وفرعا
روى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : أبي أيوب "نبينا خير الأنبياء ، وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك" لفاطمة : الحديث . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى برجال الصحيح عن الطبراني -رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وسلم" . "ما رأيت أفضل من
[ ص: 47 ] العاشر : في أنها أصدق الناس لهجة
وروى برجال الصحيح عن أبو يعلى -رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة -رضي الله تعالى عنها- إلا أن يكون أباها صلى الله عليه وسلم .
وروى عنها قالت : أبو عمر ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة -رضي الله تعالى عنها- إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم .
الحادي عشر : في برها برسول الله صلى الله عليه وسلم
روى عن أبو يعلى -رضي الله تعالى عنه- جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق عليه ، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا ، فأتى فاطمة فقال : يا بنية ، هل عندك أكلة ، فإني جائع ، فقالت : لا والله ، بأبي أنت وأمي ، فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها ، وغطت عليها ، قالت : والله ، لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعا محتاجين إلى شعبة طعام ، فبعثت أو حسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت له : بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشيء فخبأته لك ، قال : "هلمي فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما ، فلما نظرت إليها بهتت ، وعرفت أنها بركة من الله ، فحمدت الله ، وصلت على نبيه ، وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما ، رآه حمد الله ، وقال : "من أين لك هذا يا بنية ؟ " فقالت : يا أبت ، هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسينا ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ، وعلي وفاطمة وحسن وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته جميعا حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما هي ، قالت : فأوسعت ببقيتها على جميع جيرانها ، وجعل الله فيه بركة وخيرا كثيرا . وحسين
الثاني عشر : فيما كانت فيه من ضيق العيش وخدمتها نفسها -رضي الله تعالى عنها- مع استصحاب الصبر الجميل
روى عن الدولابي عن أسماء بنت عميس فاطمة -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها .
وروى برجال الصحيح أبو يعلى عن وابن أبي شيبة -رضي الله تعالى عنه- قال : قلت لأمي علي فاطمة بنت أسد -رضي الله تعالى عنها- اكفي بنت محمد صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن .
وروى برجال ثقات إلا الطبراني عتبة بن حميد ، وثقه وضعفه جماعة ، عن ابن حبان قال : عمران بن حصين فاطمة ، فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم مقابلة فقال : "ادني يا فاطمة" ، فدنت دنوة ، ثم قال "ادني يا فاطمة" ، فدنت دنوة ، ثم قال : [ ص: 48 ] "ادني يا فاطمة" فدنت دنوة ، حتى قامت بين يديه ، قال عمران : فرأيت صفرة قد ظهرت على وجهها وذهب الدم ، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ثم وضع كفه بين ترائبها فرفع رأسه قال : "اللهم ، مشبع الجوعة ، وقاضي الحاجة ، ورافع الوضعة ، لا تجع فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها ، وظهر الدم ، ثم سألتها بعد ذلك فقالت : ما جعت بعد ذلك . فاطمة بنت محمد" ، إني لجالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت
وروى الإمام بسند جيد عن أحمد -رضي الله تعالى عنه- علي -رضي الله تعالى عنها- ذات يوم : والله ، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري ، وقد جاء أبوك بسبي فاذهبي فاستخدميه ، فقالت : وأنا والله ، لقد طحنت حتى مجلت يداي ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "ما جاء بك أي بنية ؟ " قالت : جئت لأسلم عليك ، واستحيت أن تسأله ورجعت ، فقال : ما فعلت ؟ قالت : استحييت أن أسأله ، فأتيا جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لفاطمة يا رسول الله ، لقد سنوت حتى اشتكيت صدري ، وقالت علي : فاطمة : يا رسول الله ، لقد طحنت حتى مجلت يداي ، وقد جاءك الله بسبي وسعة ، فأخدمنا ، فقال : لا ، والله ، لا أعطيكم ، وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع ، لا أجد ما أنفق عليهم ، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم فرجع . فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما ، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رؤوسهما ، فتأثر ، فقال : مكانكما ، ثم قال : "ألا أخبركما بخير مما سألتماني" ، قالا : بلى ، قال : "كلمات علمنيهن جبريل ، فقال : تسبحان الله في دبر كل صلاة عشرا ، وتحمدان عشرا ، وتكبران عشرا ، فإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين" .
[قال : فوالله ، ما تركتهن منذ سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقال له ابن الكوا : ولا ليلة صفين ، فقال : قاتلكم الله يا أهل العراق ولا ليلة صفين . أنه قال
وروى بسند حسن عن الطبراني فاطمة -رضي الله تعالى عنها- حسنا قالت : أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال وحسينا ، أذهب بهما؛ فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء ، فذهب إلى فلان اليهودي ، فتوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شربة ، بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : "يا علي : ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر ؟ " قال علي! أصبحنا وليس في بيتنا شيء ، فلو جلست يا رسول الله ، حتى أجمع علي : شيئا من التمر ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شيء من التمر ، فجعله في صرته ثم أقبل ، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما وعلي الآخر ، حتى أقلبهما . لفاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوما فقال : "أين ابناي ؟ " يعني :
[ ص: 49 ] وروى الإمام عن أحمد -رضي الله تعالى عنه- أنس -رضي الله تعالى عنه- أبطأ عن صلاة الصبح ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حبسك ؟ قال : مررت بالسيدة بلالا فاطمة ، وهي تطحن ، والصبي يبكي ، فقلت : إن شئت كفيتك الرحا وكفيتيني الصبي ، وإن شئت كفيتك الصبي ، وكفيتيني الرحا ، فقالت : أنا أرفق بابني منك ، فذاك الذي حبسني ، فقال : رحمتها ، رحمك الله . أن