الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثامن - في وصفه - - صلى الله عليه وسلم - زينب بأنها أواهة وزهدها ، وورعها - رضي الله تعالى عنها

                                                                                                                                                                                                                                روى الطبراني عن راشد بن سعد ، قال : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب تصلي وهي تدعو في صلاتها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إنها لأواهة » .

                                                                                                                                                                                                                                وروى أبو عمر عن عبد الله بن شداد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب - : «إن زينب بنت جحش أواهة » فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه ؟ قال : الخاشع المتضرع ، (وإن ) إبراهيم لحليم أواه ، وروى ابن سعد عن ميمونة بنت الحارث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال - : إنها أواهة قالت عائشة : لقد ذهبت حميدة فقيدة مفرع اليتامى والأرامل .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 204 ] وروى ابن الجوزي عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت : لما جاءنا العطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها ، فلما دخل عليها قالت : غفر الله لعمر ، لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا ؟ قالوا : هذا كله لك ، قالت : سبحان الله ، واستترت منه بثوب ، وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، ثم قالت لي : أدخلي يدك واقبضي منه قبضة ، فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتامها ففرقته حتى ما بقي منه بقية تحت الثوب فقالت لها برزة بنت رافع : غفر الله لك يا أم المؤمنين ! والله ، لقد كان لنا في هذا حظ ، قالت : فلكم ما تحت الثوب ، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما ، ثم رفعت يديها إلى السماء ، وقالت : اللهم ، لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية