الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي عشر في بعض ما ورد مختصا بالحسن رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في مولده ، وقدر عمره ، ووفاته

                                                                                                                                                                                                                              ولد -رضي الله تعالى عنه- في منتصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة .

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عمر : هذا أصح ما قيل ، وقيل : في شعبان منها . قال الدولابي : لأربع سنين وستة أشهر من الهجرة .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : سنة أربع . وقيل : سنة خمس . قال في "الإصابة" : والأول أثبت .

                                                                                                                                                                                                                              وتوفي ليلة السبت لثمان خلون من المحرم سنة خمس وأربعين ، وهو أشبه بالصواب ، وقيل : في شهر ربيع الأول ، سنة تسع وأربعين ، وقيل : خمسين ، أو إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثمان وخمسين ، فليعلم من ذلك قدر عمره .

                                                                                                                                                                                                                              وأرضعته أم الفضل امرأة العباس مع ابنها قثم ، وسمته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، فمات ، وصلى عليه سعيد بن العاص ، ودفن بالبقيع ، ورجح جمع أنه مات ، وله سبع وأربعون سنة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو القاسم البغوي والدولابي ، عن قابوس بن المخارق قال : إن أم الفضل قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان عضو من أعضائك في بيتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيرا رأيته ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم" ، (فولدت الحسن ، فأرضعته بلبن قثم) .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن ماجه بلفظ : "فولدت حسنا أو حسينا فأرضعته بلبن قثم ، فجئت به يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فوضعته في حجره صلى الله عليه وسلم ، قالت : فضربت كتفه فقال صلى الله عليه وسلم : "أوجعت ابني ، يرحمك الله" .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في محبته صلى الله عليه وسلم ، والدعاء له ، ولمن أحبه ، وحمله إياه على عاتقه ، وأمره بمحبته رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه وابن حبان وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" عن سعيد بن زيد ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم ، إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان وابن حبان عن البراء -رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- على عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : "اللهم ، إني أحبه فأحبه" .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 65 ] وروى البخاري عن أسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذني والحسن ، ويقول : "اللهم ، إني أحبهما فأحبهما" أو كما قال .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل الحسين بن علي على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعم الراكب هو" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد في "المناقب" عن زهير بن الأقمر -رجل من الأزد رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحسن بن علي : "من أحبني فليحبه ، فليبلغ الشاهد الغائب ، ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثتكم" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي عن البراء ، وابن عساكر عن علي -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أحبني فليحب هذا" يعني الحسن . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              (وروى الإمام أحمد والشيخان وابن ماجه وابن عدي في "الكامل" وأبو يعلى عن أبي هريرة ، والطبراني في "الكبير" عن سعيد بن زيد ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن عائشة -رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه") .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية