السادس : في . خطبتها وتزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها
روى برجال ثقات عن الطبراني - رضي الله تعالى عنها - والإمام عائشة في المناقب والمسند أحمد ، بإسناد حسن عن والبيهقي أبي سلمة بن عبد الرحمن بن حاطب - رحمهم الله تعالى - وبعضه صرح فيه بالاتصال عن - رضي الله تعالى عنها - وأكثره مرسل قالت : عائشة - رضي الله تعالى عنها - جاءت خديجة خولة بنت حكيم امرأة - رضي الله تعالى عنها - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، ألا تتزوج ؟ فقال : من ؟ فقالت : إن شئت بكرا ، وإن شئت ثيبا ، فقال : ومن البكر ومن الثيب ؟ [ ص: 166 ] فقالت : فأما البكر فابنة أحب الخلق إليك عثمان بن مظعون ، وأما الثيب عائشة بنت أبي بكر - رضي الله تعالى عنها - قد آمنت بك ، واتبعتك ، قال صلى الله عليه وسلم : فاذهبي ، فاذكريهما علي ، فأتيت فسودة بنت زمعة أم رومان ، فقلت : يا أم رومان ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت : وما ذاك ؟ قلت : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر ، قالت : وددت ، انتظري عائشة ، فإن أبا بكر آت ، قالت : فجاء أبا بكر ، فذكرت ذلك له فقال : أوتصلح وهي ، وفي لفظ : أبو بكر
إنما هي ابنة أخيه ، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «ارجعي إليه وقولي له : «إنما أنا أخوه وهو أخي » ، وفي لفظ : فقولي : أنت أخي وأنا أخوك في الإسلام وابنته وفي لفظ : وابنتك تصلح لي ، قال : انتظري ، قالت : وقام ، فقالت لي أبو بكر أم رومان : إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه ، والله ، ما أخلف وعدا قط ، قالت : فأتى أبو بكر أبو بكر المطعم بن عدي وعنده امرأته أم أهنى ، فقال : ما تقول في أم هذه الجارية ؟ فأقبل على امرأته ، فقال : ما تقولين ؟ قالت : فأقبلت على ، فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الصبي إليك تصبئه ، وتدخله في دينك والذي أنت عليه ، فأقبل أبي بكر عليه ، فقال : ما تقول أنت ؟ قال : إنه أقول ما تسمع . فقام أبو بكر ليس في نفسه شيء من الوعد ، فقال أبو بكر لخولة : قولي - وفي لفظ «ادعي » - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليأت ، فدعته ، قالت : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها ، قالت - رضي الله تعالى عنها - : فتزوجني ثم لبثت سنتين ، فلما قدمنا عائشة المدينة نزلنا بالسنح في دار بني الحارث بن الخزرج ، قالت : فإني لأرجح بين عزقتين وأنا ابنة تسع ، فجاءت أمي من الأرجوحة ولي جميمة ، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت عند الباب وإني لألهج فمسحت وجهي بشيء من ماء وفرقت جميمة كانت لي ، ثم دخلت بي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت رجال ونساء ، فأجلستني في حجرة ، ثم قالت : هؤلاء أهلك يا رسول الله فبارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك ! قالت : فقام الرجال والنساء وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله ! ما نحرت علي من جزور ولا ذبحت من شاة ولكن جفنة كان يبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عند - رضي الله تعالى عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة . لما ماتت
روى الشيخان عنها قالت : وابن حبان المدينة ، فنزلنا في بني الحارث من الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوقي جميمة ، فأتتني أمي أم رومان وأنا لفي أرجوحة ومعي صواحب لي ، لا أدري ما يريد مني حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لألهج وقلت : هه هه حتى ذهب بعض نفسي وأخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم دخلت بي الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحن من شأني فلم يرعني [ ص: 167 ] إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على سرير في بيتنا فأسلمتني إليه ، وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتنا ما نحرت علي جزور ولا نحرت علي شاة حتى أرسل بجفنة ، فكان يرسل فيها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دار إلى نسائه ، وأنا يومئذ بنت تسع سنين . سعد بن عبادة تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست سنين فقدمنا
وروى عنها - رضي الله تعالى عنها - مسلم . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ، ولعب معها ومات عندها وهي بنت ثماني عشرة سنة
وروى مسلم عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : والنسائي . تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنة سبع ، وبنى بي وأنا ابنة تسع ، وكنت ألعب بالبنات وكن جواري يأتينني فإذا رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقمعن منه ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسربهن إلي
وروى ابن سعد عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب بالبنات ، فقال : ما هذا يا ؟ فقلت : خيل سليمان فضحك . عائشة
وروى ابن أبي خيثمة عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنة ست بمكة وتركني ثلاثا ، ثم دخل بي وأنا ابنة تسع بالمدينة مع بناتي يعني اللعب ، وصواحباتي جوار صغار ، يأتينني ، فيطلعن ، فإذا رأين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجفن ، فكان إذا رأى ذلك يجود ثم يسربهن علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وروى الشيخان والإمام أحمد ، وأبو داود ، وعبد الرزاق في الأدب عنها قالت : والبخاري . كنت ألعب بالبنات فيأتيني صواحباتي ، وفي لفظ : عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصواحباتي ، «وفي لفظ » كان لي صواحب يلعبن معي وكان يسربهن إلي فيلعبن معي بالبنات الصغار ، «وفي لفظ » فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل «وفي لفظ » إذا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلعبن فيه يسربهن ، «وفي لفظ » فكان يسربهن إلي ، فيلعبن معي ، «وفي لفظ » فإذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فررن منه فيأخذهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيردهن »
وروى الإمام في مسند أحمد عن أسماء بنت يزيد بن السكن - رضي الله تعالى عنها - قالت : أسماء بنت عميس - رضي الله تعالى عنها - التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعي نسوة قالت : فوالله ما وجدن عنده قرى إلا قدح من لبن ، قالت : فشرب منه ، ثم ناوله عائشة ، فاستحيت الجارية ، فقلت : لا تردي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذته على حياء فشربت ثم قال : ناولي صواحبك فقلن : لا نشتهيه فقال : [ ص: 168 ] لا تجمعن جوعا وكذبا ، قالت فقلت : يا رسول الله ، إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهيه بعد ذلك كذبا ، قال : إن الكذب يكتب كذبا ، حتى يكتب الكذيبة كذيبة عائشة . كنت صاحبة
وروي عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولي وفرة .
وروى الإمام ، أحمد ) (ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه وأبو بكر بن أبي خيثمة عنها قالت : قال تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال ، وبنى بي في شوال فأي نسائه كان أحظى عنده مني ! - رحمه الله تعالى - أبو عبيدة معمر بن المثنى تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة بسنتين في شوال وهي ابنة ست سنين ، كانت العرب لا تستحب أن تبني بنسائها في شوال .
قال أبو عاصم : إنما كره الناس أن يدخل بالنساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول .
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن قال : الزهري لم يتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرا غير - رضي الله تعالى عنها - . عائشة