الخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=34064_31293فيما حصل له من المشاق ، ووصيته ، وسبب وفاته - رضي الله تعالى عنه -
وأخبره - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا يزرأ من الدنيا شيئا ، ولا ترزأ منه الدنيا فلم يصف الأمر مدة الخلافة ، واستنجد أهل
الشام وصالوا وجالوا ، وكلما ازداد أهل
الشام قوة ضعف أمر أهل
العراق (فتخلوا ) عنه ، ونكلوا عن القيام معه وكان يكثر أن يقول : ما يحسب أشقاها ، أو ما ينتظر ، ثم يقول : لتخضبن هذه ، ويشير إلى لحيته الكريمة ، من هذه ، ويشير إلى هامته ، كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طرق .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة - رضي الله تعالى عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=889420قال رسول [ ص: 305 ] الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : من أشقى الناس من الأولين ؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين ؟
قال : الله ورسوله أعلم ، قال : قاتلك » .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في كتاب القدر أنه لما كان أيام
الخوارج كان أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - يحرسه كل ليلة عشرة يبيتون في المسجد بالسلاح فرآهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : نحرسك ، فقال : من أهل السماء ؟ ثم قال : إنه لا يكون في الأرض شيء حتى يقضى في السماوات ، وإن علي من الله جنة حصينة ، وفي رواية : وإن الأجل جنة حصينة ، وإنه ليس من الناس أحد إلا وقد وكل به ملك ، فلا تريده دابة ولا شيء إلا قال : اتقه اتقه ، فإذا جاء القدر خليا عنه ، وإنه لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
وكان يدخل المسجد كل ليلة فيصلي فيه ، فلما كانت الليلة التي قتل في صبحتها قلق تلك الليلة ، وجمع أهله .
وفي رواية : قال
الحسن : دخلت على أبي ليلة قتل صباحها فوجدته يصلي ، فلما انصرف ، قال : يا بني ، إني بت البارحة أوقظ أهلها لأنها ليلة الجمعة ، صبيحة قدر لسبع عشرة من رمضان فملكتني عيناي ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، ماذا لقيت من أمتك من اللأواء واللدد ؟ !
فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «ادع عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم ، وأبدلهم من هو شر مني ، قال
الحسن : فبينما هو يحدثني إذا جاء مؤذنه
ابن التياح فأذنه بالصلاة ، فلما خرج المؤذن بين يديه ، ونادى بالصلاة اعترضه
ابن ملجم وفي رواية : فلما خرج إلى المسجد ضربه
ابن ملجم قبحه - الله تعالى - على دماغه فانتبه وكان سيفه مسموما وضربه
شبيب فلم يصبه لأن ضربته جاءت في الطاق ونادى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليهما في كل ناحية فهرب
شبيب ، وقبض
ابن ملجم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله تعالى عنه - : أطعموه واسقوه ، فإن عشت فأنا ولي دمي فإن شئت أن أعفو أو أقتص ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45والجروح قصاص [المائدة 45 ] . وإن مت فاقتلوه كما قتلني ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين ، قال أهل السير : انتدب ثلاثة من
الخوارج عبد الله بن ملجم المرادي ، وهو من
حمير ،
وعداد من
بني مراد ، وهو حليف
ابن جبلة من
كندة ،
المبارك بن عبد الله التميمي ،
وعمرو بن بكير التميمي ، فاجتمعوا
بمكة وتعاقدوا ليقتلن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص ، فقال :
ابن ملجم : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=33لمعاوية ، وقال الآخر : أنا
لعمرو ، وتعاهدوا أن
[ ص: 306 ] لا يرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه ، وتواعدوا ليلة عشرة من رمضان ، فتوجه كل واحد إلى المصير الذي فيه صاحبه الذي يريد قتله ، فضرب
ابن ملجم nindex.php?page=showalam&ids=8عليا بسيف مسموم في جبهته ، فأوصله إلى دماغه في الليلة المذكورة ليلة الجمعة ، ولما ضربه
ابن ملجم قال : فزت ، ورب
الكعبة ، وأوصى سيدنا
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين - رضي الله تعالى عنهما - بتقوى الله - عز وجل - والصلاة والزكاة ، وغفر الذنوب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، والحلم عن الجاهل ، والتفقه في الدين ، والتشبث في الأمر ، وتلاوة القرآن ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجتناب الفواحش ، ووصاهما بأخيهما
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية ، ووصاه بما وصاهما وأن يعظمهما ، ولا يقطع أمرا دونهما ، وكتب ذلك كله في كتاب وصيته ، وصورة الوصية
«بسم الله الرحمن الرحيم » . هذا ما أوصى به nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، قل : إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت ، وأنا أول المسلمين » أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ، وطاعته ، وحسن عبادته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وانظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم ولا تبغوا الدنيا ، ولا تبكوا على ما زوى عنكم منها ، وقولوا الحق وارحموا اليتيم ، وكونوا للظالم خصما ، وللمظلوم نصرا ، واعملوا بما في كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا يأخذكم في الله لومة لائم ، ثم ليهون عليكم الحساب ، الله الله في الصلاة ، فإنها عمود دينكم ، والله الله في الجهاد في سبيل الله - عز وجل - بأموالكم وأنفسكم ، الله الله في الزكاة ، فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذرية نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يظلمن بين ظهرانيكم ، والله الله في أصحاب نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى بأهل بيته وأصحابه ، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ولا تخافن في الله لومة لائم ، يكفكم الله - عز وجل - من أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، كما أمركم الله - عز وجل - ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فيولى الأمر شراركم ، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ، وعليكم بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله ، إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم بيتكم (أستودعكم ) الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله ، ولما احتضر جعل يكثر من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا إله إلا الله لا يقول غيرها حتى قبض ، وهو ابن ثلاث وستين سنة على
[ ص: 307 ] الصحيح المشهور ، وقيل : إن آخر كلامه
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ثم توفي
بالكوفة ليلة الأحد السابع والعشرين وقيل : التاسع والعشرين من رمضان وقيل : التاسع عشر من رمضان سنة أربعين - رضي الله تعالى عنه - وغسله ابناه
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ،
وعبد الله بن جعفر - رضي الله تعالى عنهم - وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة ، وكان عنده شيء من حنوط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى أن يحنط به فحنطوه به - وصلى عليه
الحسن ، ودفن في
الكوفة عند قصر الإمارة ، وغمي قبره ، وقيل : إن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا صبر في صندوق وكثروا عليه من الكافور ، وحمل على بعير يريدون به
المدينة ، فلما كان ببلاد
طيئ أضلوا البعير ليلا ، فأخذته
طيئ ودفنوه ، ونحروا البعير وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد عن
محمد بن حبيب : أول من حول من قبر إلى قبر
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه ورضي عنا به ورزقنا محبته وسائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم وأدام ذلك لنا إلى يوم نلقاه .
الْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=34064_31293فِيمَا حَصَلَ لَهُ مِنَ الْمَشَاقِّ ، وَوَصَّيْتِهِ ، وَسَبَبِ وَفَاتِهِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -
وَأَخْبَرَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهُ لَا يُزْرَأُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا ، وَلَا تُرْزَأُ مِنْهُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَصِفَ الْأَمْرُ مُدَّةَ الْخِلَافَةِ ، وَاسْتَنْجَدَ أَهْلُ
الشَّامِ وَصَالُوا وَجَالُوا ، وَكُلَّمَا ازْدَادَ أَهْلُ
الشَّامِ قُوَّةً ضَعُفَ أَمْرُ أَهْلِ
الْعِرَاقِ (فَتَخَلَّوْا ) عَنْهُ ، وَنَكَلُوا عَنِ الْقِيَامِ مَعَهُ وَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : مَا يَحْسِبُ أَشْقَاهَا ، أَوْ مَا يَنْتَظِرُ ، ثُمَّ يَقُولُ : لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ ، وَيُشِيرُ إِلَى لِحْيَتِهِ الْكَرِيمَةِ ، مِنْ هَذِهِ ، وَيُشِيرُ إِلَى هَامَتِهِ ، كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طُرُقٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14231الْخَطِيبُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=889420قَالَ رَسُولُ [ ص: 305 ] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=8لَعَلِيٍّ : مَنْ أَشْقَى النَّاسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ ؟ قَالَ : عَاقِرُ النَّاقَةِ ، قَالَ : فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ ؟
قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : قَاتِلُكَ » .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ أَيَّامَ
الْخَوَارِجِ كَانَ أَصْحَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - يَحْرُسُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ عَشَرَةٌ يَبِيتُونَ فِي الْمَسْجِدِ بِالسِّلَاحِ فَرَآهُمْ ، فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكُمْ ؟ قَالُوا : نَحْرُسُكَ ، فَقَالَ : مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ لَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ حَتَّى يُقْضَى فِي السَّمَاوَاتِ ، وَإِنَّ عَلَيَّ مِنَ اللَّهِ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ : وَإِنَّ الْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ ، فَلَا تُرِيدُهُ دَابَّةٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا قَالَ : اتَّقِهِ اتَّقِهْ ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا عَنْهُ ، وَإِنَّهُ لَا يَجِدُ عَبْدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ .
وَكَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيُصَلِّي فِيهِ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي قُتِلَ فِي صُبْحَتِهَا قَلِقَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، وَجَمَعَ أَهْلَهُ .
وَفِي رِوَايَةٍ : قَالَ
الْحَسَنُ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي لَيْلَةَ قُتِلَ صَبَاحَهَا فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي بِتُّ الْبَارِحَةَ أُوقِظُ أَهْلَهَا لِأَنَّهَا لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ ، صَبِيحَةُ قَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاذَا لَقِيتَ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَاللَّدَدِ ؟ !
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «ادْعُ عَلَيْهِمْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، وَأَبْدِلْهُمْ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي ، قَالَ
الْحَسَنُ : فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُنِي إِذَا جَاءَ مُؤَذِّنُهُ
ابْنُ التَّيَّاحٍ فَأَذَّنَهُ بِالصَّلَاةِ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُؤَذِّنُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَنَادَى بِالصَّلَاةِ اعْتَرَضَهُ
ابْنُ مِلْجَمٍ وَفِي رِوَايَةٍ : فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ ضَرَبَهُ
ابْنُ مِلْجَمٍ قَبَّحَهُ - اللَّهُ تَعَالَى - عَلَى دِمَاغِهِ فَانْتَبَهَ وَكَانَ سَيْفُهُ مَسْمُومًا وَضَرَبَهُ
شَبِيبٌ فَلَمْ يُصِبْهُ لِأَنَّ ضَرْبَتَهُ جَاءَتْ فِي الطَّاقِ وَنَادَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : لَا يَفُوتَنَّكُمُ الرَّجُلُ ، فَشَدَّ النَّاسُ عَلَيْهِمَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ فَهَرَبَ
شَبِيبٌ ، وَقُبِضَ
ابْنُ مِلْجَمٍ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - : أَطْعِمُوهُ وَاسْقُوهُ ، فَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي فَإِنْ شِئْتُ أَنْ أَعْفُوَ أَوْ أَقْتَصَّ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ [الْمَائِدَةِ 45 ] . وَإِنْ مِتُّ فَاقْتُلُوهُ كَمَا قَتَلَنِي وَلَا تَعْتَدُوا ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، قَالَ أَهْلُ السِّيَرِ : انْتُدِبَ ثَلَاثَةٌ مِنَ
الْخَوَارِجِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ ، وَهُوَ مِنْ
حَمِيرٍ ،
وَعَدَّادٌ مِنْ
بَنِي مُرَادٍ ، وَهُوَ حَلِيفُ
ابْنِ جَبَلَةَ مِنْ
كِنْدَةَ ،
الْمُبَارَكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ ،
وَعَمْرُو بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيمِيُّ ، فَاجْتَمَعُوا
بِمَكَّةَ وَتَعَاقَدُوا لَيَقْتُلُنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=33وَمُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَقَالَ :
ابْنُ مِلْجَمٍ : أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ : أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=33لِمُعَاوِيَةَ ، وَقَالَ الْآخَرُ : أَنَا
لِعَمْرٍو ، وَتَعَاهَدُوا أَنْ
[ ص: 306 ] لَا يَرْجِعَ أَحَدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ ، وَتَوَاعَدُوا لَيْلَةَ عَشَرَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، فَتَوَجَّهَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الْمَصِيرِ الَّذِي فِيهِ صَاحِبُهُ الَّذِي يُرِيدُ قَتْلَهُ ، فَضَرَبَ
ابْنُ مِلْجَمٍ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا بِسَيْفٍ مَسْمُومٍ فِي جَبْهَتِهِ ، فَأَوْصَلَهُ إِلَى دِمَاغِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَذْكُورَةِ لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ ، وَلَمَّا ضَرَبَهُ
ابْنُ مِلْجَمٍ قَالَ : فُزْتُ ، وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ ، وَأَوْصَى سَيِّدَنَا
الْحَسَنَ nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - بِتَقْوَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، وَغَفْرِ الذُّنُوبِ ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَالْحِلْمِ عَنِ الْجَاهِلِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، وَالتَّشَبُّثِ فِي الْأَمْرِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِشِ ، وَوَصَّاهُمَا بِأَخِيهِمَا
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، وَوَصَّاهُ بِمَا وَصَّاهُمَا وَأَنْ يُعَظِّمَهُمَا ، وَلَا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا ، وَكَتَبَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِ وَصِيَّتِهِ ، وَصُورَةُ الْوَصِيَّةِ
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » . هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، قُلْ : إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ » أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ رَبِّكُمْ ، وَطَاعَتِهِ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ ، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَانْظُرُوا إِلَى ذَوِي أَرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ وَلَا تَبْغُوا الدُّنْيَا ، وَلَا تَبْكُوا عَلَى مَا زَوَى عَنْكُمْ مِنْهَا ، وَقُولُوا الْحَقَّ وَارْحَمُوا الْيَتِيمَ ، وَكُونُوا لِلظَّالِمِ خَصْمًا ، وَلِلْمَظْلُومِ نَصْرًا ، وَاعْمَلُوا بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا يَأْخُذُكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، ثُمَّ لِيَهُونَ عَلَيْكُمُ الْحِسَابُ ، اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ ، فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ، اللَّهَ اللَّهَ فِي الزَّكَاةِ ، فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُظْلَمُنَّ بَيْنَ ظَهْرَانِيكُمْ ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْصَى بِأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ فَأَشْرِكُوهُمْ فِي مَعَايِشِكُمْ ، وَاللَّهَ اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَلَا تَخَافُنَّ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، يَكْفِكُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَنْ أَرَادَكُمْ وَبَغَى عَلَيْكُمْ ، وَقُولُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَلَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَيُوَلَّى الْأَمْرُ شِرَارَكُمْ ، ثُمَّ يَدْعُوا خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّفَرُّقَ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ ، إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ ، وَحَفِظَ فِيكُمْ بَيْتَكُمْ (أَسْتَوْدِعُكُمُ ) اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْطِقْ إِلَّا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَمَّا احْتَضَرَ جَعَلَ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا يَقُولُ غَيْرَهَا حَتَّى قُبِضَ ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى
[ ص: 307 ] الصَّحِيحِ الْمَشْهُورِ ، وَقِيلَ : إِنَّ آخِرَ كَلَامِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ثُمَّ تُوُفِّيَ
بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الْأَحَدِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ وَقِيلَ : التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ وَقِيلَ : التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَغَسَّلَهُ ابْنَاهُ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=17وَالْحُسَيْنُ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ ، وَكَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ حَنُوطِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْصَى أَنْ يُحَنَّطَ بِهِ فَحَنَّطُوهُ بِهِ - وَصَلَّى عَلَيْهِ
الْحَسَنُ ، وَدُفِنَ فِي
الْكُوفَةِ عِنْدَ قَصْرِ الْإِمَارَةِ ، وَغُمِّيَ قَبْرُهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا صَبَرَ فِي صُنْدُوقٍ وَكَثَّرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكَافُورِ ، وَحُمِلَ عَلَى بَعِيرٍ يُرِيدُونَ بِهِ
الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا كَانَ بِبِلَادِ
طَيِّئٍ أَضَلُّوا الْبَعِيرَ لَيْلًا ، فَأَخَذَتْهُ
طَيِّئٌ وَدَفَنُوهُ ، وَنَحَرُوا الْبَعِيرَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ : أَوَّلُ مَنْ حُوِّلَ مِنْ قَبْرٍ إِلَى قَبْرٍ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَاهُ وَرَضِيَ عَنَّا بِهِ وَرَزَقَنَا مَحَبَّتَهُ وَسَائِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدَامَ ذَلِكَ لَنَا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ .