وفيه أنواع :
الأول : - في - رضي الله تعالى عنه - فهو نسبه وأولاده طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي المكي المدني يلتقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرة ، وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء أسلمت - رضي الله تعالى عنها -[قال بعضهم ] : كان آدم وقيل أبيض حسن الوجه كثير الشعر إلى القصر أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين . ضخم القدمين ، إذا مشى أسرع وإذا التفت التفت جميعا ، ولا يغير شيبه وكان في الشدة والقلة لنفسه بذولا ، وفي السعة والرضا وصولا وكان له عشرة أولاد محمد السجاد ، وعمران أمهما حمنة بنت جحش .
وموسى ، ويعقوب ، وإسحاق ، وأمهم إبان بنت عتبة بن ربيعة .
وزكريا ويوسف ، وأمهم وعائشة أم كلثوم بنت الصديق .
وعيسى ويحيى وأمهما سعدى بنت عوف بن خارجة ، وأم إسحاق والصعبة ، ومريم ، وصالح ، وأسلم أخواه عثمان وعبد الرحمن وله عدة موالي .
الثاني : في . جمل من فضائله
فهو أحد العشرة المبشرة بالجنة والثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، والستة أصحاب الشورى والخمسة الذين أسلموا على يد - رضي الله تعالى عنه - شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الصديق بدرا ، فإنه بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طريق الشام يتجسس الأخبار ، فقدم بعد رجوع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر ، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سهم له ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لك سهمك ، قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : وأجرك ، وسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلحة الخير ، وطلحة الجود ، وطلحة الفياض ، لكثرة جوده .
روى عن ابن عساكر محمد بن إبراهيم بن الحرث وأبي سعيد - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لطلحة : «ما أنت يا إلا فياض » طلحة باع أرضا بسبعمائة ألف ، فبات تلك الليلة كلها ورسله تختلف إلى فقراء أهل المدينة فما أصبح وعنده منها درهم ، وفي رواية : «فبات عنده ليلة ، فبات أرقا من ذلك المال حتى أصبح ففرقه ، وفدى عشرة من أسارى [ ص: 309 ] بدر بماله ، جاءه أعرابي ، وتقرب إليه برحم ، فقال : إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك ، ولي أرض قد أعطاني فيها عثمان (بن عفان ) ثلاثمائة ألف ، فإن شئت الأرض وإن شئت الثمن فقال : الثمن فأعطاه ، وكان يكفي ضعفاء بني تميم ، ويقضي ديونهم يرسل إلى كل سنة عشرة آلاف درهم . عائشة
وسماه أيضا طلحة الطلحات ، وليس هو طلحة الطلحات الذي قيل فيه :
رحم الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات
لأنه خزاعي مدفون بسجستان ، وكان إذا ذكر يوم الصديق أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة ، وجعل يومئذ نفسه وقاية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وروى الإمام أحمد وقال : حسن صحيح غريب والترمذي وأبو يعلى ، وابن حبان والحاكم والضحاك عن يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عن جده - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : حين صنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع » طلحة . «أوجب
وروى في «الغيلانيات » أبو بكر الشافعي «والديلمي » عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنهما - ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لطلحة : يا ، هذا طلحة جبريل يقرؤك السلام ، ويقول لك : أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها .
وروى ابن منده وابن عساكر والحاكم وقال : غريب والترمذي وابن ماجه في الكبير عن والطبراني ، معاوية عن وابن عساكر - رضي الله تعالى عنها - عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لطلحة : «يا ، أنت ممن قضى نحبه طلحة ، وفي لفظ : «طلحة ممن قضى نحبه » .
روى وحسنه عن الترمذي طلحة . أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لأعرابي جاهل : سله عمن قضى نحبه من هو ؟ وكانوا لا يجترؤون على مسألة يوقرونه ويهابونه ، فسأله الأعرابي ، فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر ، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أين السائل عمن قضى نحبه ؟ قال : أنا يا رسول الله ، قال «هذا ممن قضى نحبه »
وروى في الحلية - عن أبو نعيم طلحة بن عبيد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا على المنبر : فمنهم من قضى نحبه ، فسأله رجل من هم ؟ فأقبل على طلحة بن عبد الله ، فقال : أيها السائل ، هذا منهم » .
[ ص: 310 ] وروى ] عن [الطبراني - رضي الله تعالى عنها - قالت : عائشة ممن قضى نحبه . طلحة
وفي تفسير أن ابن أبي حاتم منهم ، وفي تفسير عمارا يحيى بن سلام : وأصحابه . حمزة
وروى في - الكبير - الطبراني وأبو نعيم والضياء والبارودي عن والبغوي حصين بن وحوح قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تضحك إليه ويضحك إليك طلحة . اللهم الق
وروى وقال : غريب الترمذي وأبو يعلى وتعقب والحاكم في المعرفة عن وأبو نعيم - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : علي «طلحة والزبير جاراي في الجنة » .
وروى الحاكم وابن ماجه عن وابن عساكر ، جابر عن وابن عساكر أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «طلحة خير شهيد يمشي على وجه الأرض » .
وروى في فضائل الصحابة - عن أبو نعيم - رضي الله تعالى عنه - عمر لطلحة : لك الجنة علي يا غدا طلحة . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
وهو أعظم الطلحات السبعة المعدودين في الجود ، فقد باع أرضا له من بسبعمائة ألف ، فحملها إليه ، فلما جاء بها ، قال : إن رجلا ثبت هذه عنده ، لا يدري ما يطرقه من أمر الله ، لغرير بالله ، فبات ، ورسله تختلف في سكك عثمان المدينة حتى أسحر وما عنده منها درهم .
وقد تصدق يوما بثمانمائة ألف ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه .
والثاني : طلحة بن (عمر التميمي ) طلحة الجود .
والثالث : طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، ويسمى طلحة الدراهم .
والرابع : طلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ويسمى طلحة الخير .
والخامس : طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري ويسمى طلحة الدوسي .
السادس : طلحة بن عبد الله بن خلف ، ويسمى طلحة الندى .
[ ص: 311 ] السابع : طلحة بن عبد الله الخزاعي ، ويسمى طلحة الطلحات .
الثالث : في - رضي الله تعالى عنه - . وفاته
قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، وهو ابن أربع وستين ، وقيل : اعتزل يوم الجمل في بعض الصفوف ، فرمي بسهم فقطع من رجله عرق النسا ، فلم يزل دمه ينزف منه حتى مات ، وأقر أنه رماه ، ودفن مروان بن الحكم بقنطرة القرة ، قد رأى بعد موته بثلاثين سنة في المنام أنه يشكو إليها الغلاوة فأمر به فاستخرج طريا ودفن في دار الهجرتين بالبصرة ، وقبره مشهور .
[شرح غريب ما سبق ] .
نحب : بنون فحاء فموحدة ، النذر كأنه أكرم نفسه أن يصدق الله في قتل أعدائه في الحرب ، وقيل : هو الموت ، فكأنه ألزمها أن يقاتل حتى الموت .
[ ص: 312 ]