الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ومنهم خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو سليمان القرشي المخزومي سيف الله تعالى - سماه بذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة مؤتة لما حضرها ، وشهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عمله بالمدينة فمن يومئذ سماه سيف الله ، وقد تقدم في السرايا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمره على جيش سرية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والطبراني برجال ثقات عن وحشي بن حرب - رضي الله تعالى عنه- أن أبا بكر - رضي الله تعالى عنه- عقد لخالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه- على قتال أهل الردة ، وقال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله- عز وجل- على الكفار والمنافقين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك القصة عن عبد الملك بن عمير - رحمه الله تعالى- قال : استعمل عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه- أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد ، فقال خالد : بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ،

                                                                                                                                                                                                                              فقال أبو عبيدة بن الجراح : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : « خالد سيف من سيوف الله ، ونعم فتى العشيرة»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الصغير بطوله- وفي الكبير والبزار - برجال ثقات عن عبد الله بن أبي أوفى قال : شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «يا خالد ، لا تؤذ رجلا من أهل بدر ، فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله» فقال له : يا رسول الله ، يقعون في فأرد عليهم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا تؤذوا خالدا ، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني وأبو يعلى برجال الصحيح عن جعفر بن عبد الله بن الحكم - رحمه الله تعالى- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال : اطلبوها فلم يجدوها ، فقال : [ ص: 343 ] اطلبوها فوجدوها ، فإذا هي قلنسوة خلقة ، فقال خالد : اعتمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال ثقات عن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه- قال : ما عدل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بي وبخالد بن الوليد منذ أسلمنا في حربه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح عن أبي السفر - رحمه الله تعالى- قال : نزل خالد بن الوليد الحيرة على أم بني المرازبة فقالوا له : احذر السم ولا تسقك الأعاجم ، فقال : ائتوني به ، فأخذه فاقتحمه ، وقال : بسم الله فلم يضره شيئا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى برجال الصحيح عن خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه- قال : ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني وبسند حسن عن أبي وائل - رحمه الله تعالى- قال : لما حضرت خالد ابن الوليد الوفاة قال : لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله وأنا مترس بها ثم قال : إذا أنا مت ، فانظروا سلاحي وفرسي ، فاجعلوه عدة في سبيل الله . [ ص: 344 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية