الباب التاسع والعشرون في - رضي الله تعالى عنه- إلى أبا هريرة هجر مع العلاء بن الحضرمي إرساله- صلى الله عليه وسلم-
قال : ابن عبد البر أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس . ذكر في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا ، حاصله أنه كان اسمه في الجاهلية : ابن عبد البر عبد شمس ، وفي الإسلام :
عبد الله أو عبد الرحمن ، وغلبت عليه كنيته فعرف بها .
روي عنه أنه قال : كنت أحمل هرة في كمي ، فرآني النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال لي : ما هذا ؟ فقلت : هرة ، فقال : يا أبا هريرة .
أسلم- رضي الله عنه- عام خيبر وشهدها مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم ، وكان يدور معه حيث [ ص: 368 ]
دار ، وكان من أحفظ الصحابة رضي الله عنهم . وشهد له رسول الله- صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث .
وقال : يا رسول الله! إني سمعت منك حديثا كثيرا ، وإني أخشى أن أنسى ، فقال : ابسط رداءك! قال : فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال : ضمه! فما نسيت شيئا بعد .
قال : روى عنه أكثر من ثمانمائة ما بين صاحب وتابع . البخاري
استعمله على عمر البحرين ثم عزله ، ثم أراده على العمل فأبى ، ولم يزل بالمدينة حتى توفي بها سنة سبع وخمسين ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة . وقيل : مات بالعقيق ، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان أمير المدينة ، ومروان معزول .
قال ابن سعد : هجر يعرض عليهم الإسلام ، فإن أبوا أخذت منهم الجزية ، كتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم إلى مجوس
وبعث مع أبا هريرة وأوصاه به خيرا العلاء بن الحضرمي .