الباب الخامس والعشرون في عبد الله بن سعد بن أبي سرح - رضي الله تعالى عنه- استكتابه- صلى الله عليه وسلم-
هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري ، أسلم وكتب الوحي ثم ارتد عن الإسلام ، ولحق بالمشركين بمكة ، فلما فتحها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أهدر دمه فيمن أهدر من الدماء ، فجاء إلى فاستأمن له ، ثم أتى به النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد ما اطمأن أهل عثمان بن عفان مكة ، واستأمن له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصمت طويلا ثم قال : نعم ،
فلما انصرف قال النبي- صلى الله عليه وسلم- لمن حوله : ما صمت إلا لتقتلوه ، فقال رجل : هلا أومأت إلينا يا رسول الله ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين» ، عثمان
ثم أسلم ذلك اليوم وحسن إسلامه ، ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر ، وهو أحد العقلاء الكرماء من قريش ، ثم ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين ، ففتح الله على يديه إفريقيا وكان فتحا عظيما ، بلغ سهم الفارس منه ثلاثة آلاف مثقال وكان معه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير ، وغزا بعد إفريقيا الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين ، ثم غزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم ، واعتزل الفتنة حين قتل ، فأقام عثمان بعسقلان ، وقيل : بالرملة وكان دعا أن يختم عمره بالصلاة ، فسلم من صلاة الصبح التسليمة الأولى ، ثم هم بالتسليمة الثانية عن يساره فتوفي وذلك سنة ست وثلاثين وهو الصحيح ، وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة تسع وخمسين ، قال : خليفة بن خياط
وقد وهم من عد [والده] سرح في كتابه- صلى الله عليه وسلم . [ ص: 388 ]