وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامه
أي : بعت بردا ، وبرد غلامه . وقال الآخر :ولو أن هذا الموت يقبل فدية شريت أبا زيد بما ملكت يدي
( وقال الذي اشتراه من مصر ) ذكروا أقوالا متعارضة فيمن اشتراه ، وفي الثمن الذي اشتراه به ، ولا يتوقف تفسير كتاب الله على تلك الأقوال المتعارضة ، فقيل : اشتراه رجل من العماليق وقد آمن ب يوسف ، ومات في حياة يوسف . قيل : وهو إذ ذاك الملك بمصر ، واسمه الريان بن الوليد [ ص: 292 ] بن بروان بن أراشه بن فاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح ، فملك بعده قابوس بن مصعب بن تمر بن السلواس بن فاران بن عمرو المذكور في نسب الريان ، فدعاه يوسف إلى الإيمان فأبى ، فاشتراه العزيز وهو ابن سبع عشرة سنة ، وأقام في منزله ثلاث عشرة سنة ، واستوزره الريان بن الوليد وهو ابن ثلاثين سنة ، وآتاه الله الحكمة والعلم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وتوفي وهو ابن مائة وعشرين سنة ، وقيل : كان الملك في أيامه فرعون موسى ، عاش أربعمائة سنة ، بدليل قوله : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ) وقيل : فرعون موسى من أولاد فرعون يوسف ، وقيل : عرض في السوق وكان أجمل الناس ، فوقعت فيه مزايدة حتى بلغ ثمنا عظيما ، فقيل : وزنه من ذهب ومن فضة ومن حرير ، فاشتراه العزيز وهو كان صاحب الملك وخازنه ، واسم الملك الريان بن الوليد ، وقيل : مصعب بن الريان ، وهو أحد الفراعنة ، واسم العزيز قطفير ، قاله ، وقيل : إطفير ، وقيل : قنطور ، واسم امرأته ابن عباس راعيل ، وقيل : زليخا . قال ابن عطية : وظاهر أمر العزيز أنه كان كافرا ، ويدل على ذلك كون الصنم في بيته حسبما يذكر ، وقال مجاهد : كان مسلما ، واسم امرأة العزيز راعيل بنت رعاييل ، وقال : العزيز هو الملك ، واسم امرأته السدي زليخا بنت تمليخا ، ومثواه مكان إقامته وهو كناية عن الإحسان إليه في مأكل ومشرب وملبس ، ولام ( لامرأته ) تتعلق بـ ( قال ) فهي للتبليغ ، نحو قلت لك لا بـ ( اشتراه ) عسى أن ينفعنا ، لعله إذا تدرب وراض الأمور وعرف مجاريها نستعين به على بعض ما نحن بصدده ، فينفعنا بكفايته ، أو نتبناه ونقيمه مقام الولد ، وكان قطفير عقيما لا يولد له ، فتفرس فيه الرشد فقال ذلك ، وكذلك أي : مثل ذلك التمكين من قلب العزيز حتى عطف عليه ، وأمر امرأته بإكرام مثواه . ( مكنا ليوسف في الأرض ) أي : أرض مصر يتصرف فيها بأمره ونهيه ؛ أي : حكمناه فيها ، ولام ( ولنعلمه ) متعلقة بمحذوف ، إما قبله لنملكه ولنعلمه ، وإما بعده ؛ أي : ولنعلمه من تأويل الأحاديث ، كان ذلك الإنجاء والتمكين ، أو الواو مقحمة : أي : مكنا ليوسف في الأرض لنعلمه كل مقول ، و ( الأحاديث ) الرؤيا ، قاله مجاهد ، وقيل : أحاديث الأنبياء والأمم ، والضمير في ( على أمره ) الظاهر عوده على الله قاله ابن جبير ، لا يمنع عما يشاء ولا ينازع فيما يريد ، ويقضي ، أو على يوسف قاله ؛ أي : يديره ولا يكله إلى غيره ، قد أراد إخوته به ما أرادوا ، ولم يكن إلا ما أراد الله ودبره ، وأكثر الناس المنفي عنهم العلم هم الكفار قاله الطبري ابن عطية . وقال : لا يعلمون أن الأمر بيد الله . وقيل : المراد بالأكثر الجميع ؛ أي : لا يطلعون على غيبه . وقيل : المراد بأكثر الناس الزمخشري أهل مصر . وقيل : أهل مكة .
والأشد عند جمع واحده شدة ، وأشد كنعمة وأنعم . وقال سيبويه : شد وأشد نحو صك وأصك ، وقال الشاعر : الكسائي
عهدي به شد النهار كأنما خضب البنان ورأسه بالعظلم