النسوة بكسر النون فعلة ، وهو جمع تكسير للقلة لا واحد له من لفظه ، وزعم ابن السراج أنه اسم جمع . وقال : النسوة اسم مفرد لجمع المرأة ، وتأنيثه غير حقيقي ، ولذا لم تلحق فعله تاء التأنيث ، انتهى . وعلى أنه جمع تكسير لا يلحق التاء لأنه يجوز : قامت الهنود ، وقام الهنود ، وقد تضم نونه فتكون إذ ذاك اسم جمع ، وتكسيره للكثرة على نسوان ، والنساء جمع تكسير للكثرة أيضا ، ولا واحد له من لفظه . الزمخشري
شغف : خرق الشغاف ، وهو حجاب القلب ، وقيل : سويداؤه ، وقيل : داء يصل إلى القلب فينفذ إلى القلب ، وكسر الغين لغة تميم ، وقيل : الشغاف جلدة رقيقة يقال لها لسان القلب ، شغف وصلت الحدة إلى القلب فكان يحترق من شغف البعير إذا هنأه فأحرقه بالقطران ، والمشغوف الذي أحرق الحب قلبه ، ومنه قول الأعشى :
يعصي الوشاة وكان الحب آونة مما يزين للمشغوف ما صنعا
وقد تكسر غينه ، المتكأ : الوسادة والنمرقة . المتك : الأترج ، والواحد متكة قال الشاعر :فأهدت متكة لهي أبيها
وقيل : اسم يعم جميع ما يقطع بالسكين الأترج وغيره من الفواكه . قال :يشرب الإثم بالصواع جهارا ونرى المتك بيننا مستعارا
حاشا أبي ثوبان أن لنا ضنا عن الملحاة والشتم
عمرو بن عبد الله إن به ضنا عن الملحاة والشتم
ورجال مكة مستنون عجاف
الضغث أقل من الحزمة وأكثر من القبضة من النبات والعشب من جنس واحد أو من أخلاط النبات والعشب ، فمن جنس واحد ما روي في قوله : ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ) إنه أخذ عثكالا من النخل ، وروي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعل نحو هذا في إقامة حد على رجل ، وقال ابن مقبل :خود كأن فراشها وضعت به أضغاث ريحان غداة شمال
( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين )
لم تلحق تاء التأنيث ؛ لأنه جمع تكسير [ ص: 301 ] المؤنث ، ويجوز فيه الوجهان ، ونسوة كما ذكرنا جمع قلة ، وكن على ما نقل خمسا : امرأة خبازة ، وامرأة ساقية ، وامرأة بوابة ، وامرأة سجانة ، وامرأة صاحب دوابه ، ( في المدينة ) هي مصر ، ومعنى ( في المدينة ) أنهم أشاعوا هذا الأمر من حب امرأة العزيز ليوسف ، وصرحوا بإضافتها إلى العزيز مبالغة في التشنيع ؛ لأن النفوس أقبل لسماع ذوي الأخطار وما يجري لهم ، وعبرت بـ ( تراود ) وهو المضارع الدال على أنه صار ذلك سجية لها ، تخادعه دائما عن نفسه كما تقول : زيد يعطي ويمنع ، ولم يقلن : راودت فتاها ، ثم نبهن على علة ديمومة المراودة وهي كونه قد شغفها حبا ؛ أي : بلغ حبه شغاف قلبها ، وانتصب ( حبا ) على التمييز المنقول من الفاعل كقوله : ملأت الإناء ماء ، أصله ملأ الماء الإناء ، وأصل هذا شغفها حبه ، والفتى الغلام وعرفه في المملوك ، وفي الحديث : " " وقد قيل في غير المملوك ، وأصل الفتى في اللغة الشاب ، ولكنه لما كان جل الخدمة شبانا استعير لهم اسم الفتى ، وقرأ لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي : ( ثابت البناتي شغفها ) بكسر الغين المعجمة ، والجمهور بالفتح ، وقرأ علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وابنه محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد والشعبي : بفتح العين المهملة ، وكذلك وعوف الأعرابي قتادة وابن هرمز ومجاهد وحميد بخلاف عنهم ، وروي عن والزهري ثابت البناني وابن رجاء كسر العين المهملة ، قال ابن زيد : الشغف في الحب ، والشعف في البغض ، وقال : الشغف والمشغوف بالغين المنقوطة في الحب ، والشغف الجنون ، والمشعوف المجنون ، وأدغم النحويان الشعبي وحمزة وهشام وابن محيصن دال ( قد ) في شين ( شغفها ) ثم نقمن عليها ذلك فقلن : ( إنا لنراها في ضلال مبين ) أي : في تحير واضح للناس .