[ ص: 354 ] مسألة : القراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه ; لأن النظر فيه عبادة مطلوبة :
قال النووي : هكذا قاله أصحابنا والسلف أيضا ، ولم أر فيه خلافا . قال : ولو قيل إنه يختلف باختلاف الأشخاص ، فيختار القراءة فيه لمن استوى خشوعه وتدبره في حالتي القراءة فيه ومن الحفظ . ويختار القراءة من الحفظ - لمن يكمل بذلك خشوعه ، ويزيد على خشوعه وتدبره لو قرأ من المصحف ; لكان هذا قولا حسنا .
قلت : ومن أدلة ما أخرجه القراءة في المصحف الطبراني والبيهقي في الشعب من [ ص: 355 ] حديث أوس الثقفي مرفوعا : قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة وقراءته في المصحف تضاعف ألفي درجة .
وأخرج أبو عبيد بسند ضعيف فضل قراءة القرآن نظرا ، على من يقرؤه ظاهرا ، كفضل الفريضة على النافلة .
وأخرج البيهقي عن مرفوعا : ابن مسعود من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف ، وقال : إنه منكر .
وأخرج بسند حسن موقوفا : أديموا النظر في المصحف .
وحكى الزركشي في " البرهان " ما بحثه النووي قولا ، وحكى معه قولا ثالثا : إن القراءة من الحفظ أفضل مطلقا ، وإن ابن عبد السلام اختاره ; لأن فيه من التدبر ما لا يحصل بالقراءة في المصحف .