وَلَسْتَ بِالْأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى وَإِنَّمَا الْعِزَّةُ لِلْكَاثِرِ
وَعَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ نَفْيِ الْمَلْزُومِ الْمُعَبَّرِ عَنْهُ بِالْإِحْصَاءِ الْمُفَسَّرِ بِالْعَدِّ وَإِرَادَةِ نَفْيِ اللَّازِمِ ، وَهُوَ اسْتِيعَابُ الْمَعْدُودِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : لَا أَسْتَوْعِبُ ، فَالْمُرَادُ نَفْيُ الْقُدْرَةِ عَنِ الْإِتْيَانِ بِجَمِيعِ الثَّنَاءَاتِ ، أَوْ فَرْدٌ مِنْهَا يَفِي بِنِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِهِ لَا عَدِّهَا ، إِذْ لَا يُمْكِنُ عَدُّ أَفْرَادٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الثَّنَاءِ . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : رُوِّينَا عَنْ مَالِكٍ أَنَّ مَعْنَاهُ : وَإِنِ اجْتَهَدْتُ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ فَلَنْ أُحْصِيَ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَإِحْسَانَكَ .ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر
وعليه فهو من نفي الملزوم المعبر عنه بالإحصاء المفسر بالعد وإرادة نفي اللازم ، وهو استيعاب المعدود ، فكأنه قيل : لا أستوعب ، فالمراد نفي القدرة عن الإتيان بجميع الثناءات ، أو فرد منها يفي بنعمة من نعمه لا عدها ، إذ لا يمكن عد أفراد كثيرة من الثناء . وقال ابن عبد البر : روينا عن مالك أن معناه : وإن اجتهدت في الثناء عليك فلن أحصي نعمك ومننك وإحسانك .