[ ص: 81 ] فصل قال : ( ومن فهو على ستة أشهر ) ; لأن الحين قد يراد به الزمان القليل ، وقد يراد به أربعون سنة . حلف لا يكلمه حينا أو زمانا أو الحين أو الزمان
قال الله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر }وقد يراد به ستة أشهر .
قال الله تعالى : { تؤتي أكلها كل حين }وهذا هو الوسط فينصرف إليه ، وهذا لأن اليسير لا يقصد بالمنع لوجود الامتناع فيه عادة ، والمؤبد لا يقصد غالبا ; لأنه بمنزلة الأبد ولو سكت عنه يتأبد فيتعين ما ذكرنا ، وكذا الزمان يستعمل استعمال الحين ، يقال ما رأيتك منذ حين ومنذ زمان بمعنى ، وهذا إذا لم تكن له نية أما إذا نوى شيئا فهو على ما نوى ; لأنه نوى حقيقة كلامه ( وكذلك الدهر عندهما ، وقال رحمه الله : الدهر لا أدري ما هو ) وهذا الاختلاف في المنكر هو الصحيح ، أما المعرف بالألف واللام يراد به الأبد عرفا ، لهما أن دهرا يستعمل استعمال الحين والزمان ، يقال ما رأيتك منذ حين ومنذ دهر بمعنى ، أبو حنيفة رحمه الله توقف في تقديره ; لأن اللغات لا تدرك قياسا ، والعرف لم يعرف استمراره لاختلاف في الاستعمال . وأبو حنيفة