الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( ومن أحيا أرضا مواتا فهي عند أبي يوسف رحمه الله تعالىمعتبرة بحيزها ، فإن كانت من حيز أرض الخراج ) ومعناه بقربه .

                                                                                                        [ ص: 318 - 319 ] ( فهي خراجية ، وإن كان من حيز أرض العشر فهي عشرية ) والبصرة عنده عشرية بإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، لأن حيز الشيء يعطى له حكمه كفناء الدار يعطى له حكم الدار حتى يجوز لصاحبها الانتفاع به ، وكذا لا يجوز أخذ ما قرب من العامر ، وكان القياس في البصرة أن تكون خراجية لأنها من حيز أرض الخراج إلا أن الصحابة رضي الله عنهم وظفوا عليها العشر فترك القياس لإجماعهم ( وقال محمد رحمه الله : إن أحياها ببئر حفرها أو بعين استخرجها أو ماء دجلة أو الفرات أو الأنهار العظام التي لا يملكها أحد فهي عشرية ) وكذا إن أحياها بماء السماء ( وإن أحياها بماء الأنهار التي احتفرها الأعاجم ) مثل نهر الملك ونهر يزدجرد ( فهي خراجية ) لما ذكرنا من اعتبار الماء ، إذ هو السبب للماء ولأنه لا يمكن توظيف الخراج ابتداء على المسلم كرها فيعتبر في ذلك الماء لأن السقي بماء الخراج دلالة التزامية . .

                                                                                                        [ ص: 319 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 319 ] قوله : روي أن الصحابة وضعوا العشر على أرض البصرة ; قلت : ذكره ابن عمر ، وغيره . .




                                                                                                        الخدمات العلمية