الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( وما استأنس من الصيد فذكاته الذبح وما توحش من النعم فذكاته العقر والجرح ) لأن ذكاة الاضطرار إنما يصار إليه عند العجز عن ذكاة الاختيار على ما مر ، والعجز متحقق في الوجه الثاني دون الأول ( وكذا ما تردى من النعم في بئر ووقع العجز عن ذكاة الاختيار ) لما بينا وقال مالك رحمه الله : لا يحل بذكاة الاضطرار في الوجهين ; لأن ذلك نادر ، ونحن نقول المعتبر حقيقة العجز ، وقد تحقق فيصار إلى البدل ، كيف وأنا لا نسلم الندرة بل هو غالب وفي الكتاب أطلق فيما توحش من النعم .

                                                                                                        وعن محمد رحمه الله أن الشاة إذا ندت في الصحراء ، فذكاتها العقر وإن ندت في المصر لا تحل بالعقر ; لأنها لا تدفع عن نفسها فيمكن أخذها في المصر فلا عجز والمصر وغيره سواء في البقر والبعير ; لأنهما يدفعان على أنفسهما فلا يقدر على أخذهما ، وإن ندا في المصر فيتحقق العجز ، والصيال كالند إذا كان لا يقدر على أخذه حتى لو قتله المصول عليه ، وهو يريد الذكاة حل أكله .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية