الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        15788 - وأما قول مالك أنه سمع أهل العلم يقولون : من أهل بعمرة ثم بدا له أن يحج يهل بحج معها فذلك له ما لم يطف بالبيت ، وبين الصفا والمروة .

                                                                                                                        [ ص: 153 ] 15789 - وقد صنع ذلك عبد الله بن عمر حين قال : إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ثم التفت إلى أصحابه ، فقال : ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة .

                                                                                                                        15790 - قال : وقد أهل ( أصحاب ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع بالعمرة ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        15791 - قال أبو عمر : قد احتج مالك لإدخال الحج على العمرة لقول النبي ( عليه السلام ) ثم بفعل ابن عمر ، وعليه جمهور العلماء .

                                                                                                                        15792 - وقد ذكرنا في الباب من شاهد مخالف في ذلك ، فقال : لا يدخل إحرام على إحرام كما لا تدخل صلاة على صلاة .

                                                                                                                        15793 - وهذا قياس في غير موضعه ; لأنه لا مدخل للنظر مع صحيح الأثر ، وحمله قول مالك أن الحج يضاف إلى العمرة ولا تضاف العمرة إلى الحج ، ومن أضاف الحج إلى العمرة فإنما له ذلك ما لم يطف بالبيت على ما قاله مالك ، فإن طاف فلا يفعل حتى يحل من عمرته ، فإن فعل بفعله باطل ، ولا شيء عليه .

                                                                                                                        15794 - ومن أضاف الحج إلى العمرة وقد ساق هديا لعمرته فيستحب له مالك أن يهدي معه هديا آخر .

                                                                                                                        [ ص: 154 ] 15795 - قال : فإن لم يفعل جزى ذلك عنه .

                                                                                                                        15796 - وقال أبو حنيفة وأصحابه : لا يجوز إدخال العمرة على الحج ، ومن أدخل الحج على العمرة قبل الطواف لها كان قارنا ، ومن أدخلها عليها بعد الطواف لها أمر أن يرفض عمرته ، وعليه دم لرفضها عمرة مكانها .

                                                                                                                        15797 - وقال الشافعي : إذا أخذ المعتمر في الطواف ، فطاف لها شوطا أو شوطين لم يكن له إدخال الحج عليها ، فإن أحرم بالحج في ذلك الوقت لم يكن له إحراما حتى يفرغ من عمل العمرة .




                                                                                                                        الخدمات العلمية