[ ص: 472 ] باب صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء
قال الشافعي رضي الله عنه : " أخبرنا سفيان بن عيينة قال حدثنا داود بن شابور وغيره عن أبي قزعة عن أبي الخليل عن أبي حرملة عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال فأحب صومها إلا أن يكون حاجا فأحب له ترك صوم يوم عرفة ؛ لأنه حاج مضح مسافر ولترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه في الحج وليقوى بذلك على الدعاء وأفضل الدعاء يوم عرفة " . " صيام يوم عرفة كفارة السنة والسنة التي تليها ، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة "
قال الماوردي : وهذا كما قال .
يستحب ، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : صيام يوم عرفة لغير الحاج وروى " صيام يوم عرفة كفارة سنتين " أبو قتادة وفيه تأويلان : كفارة السنة والسنة التي تليها
أحدهما : أن الله تعالى يغفر له ذنوب سنتين .
والثاني : أن الله تعالى يعصمه في هاتين السنتين فلا يعصي فيهما ، فأما صيام يوم عرفة للحاج ، فقد اختلف الناس فيه على ثلاثة مذاهب .
أحدها : وهو قول عائشة وابن الزبير رضي الله عنهما وإسحاق ، أن الأولى لهم صيامه كسائر الناس .
والمذهب الثاني : وهو قول عطاء إن كان صيفا فالأولى لهم إفطاره ، وإن كان شتاء فالأولى لهم صيامه .
والمذهب الثالث : وهو قول الشافعي ، وسائر الفقهاء أن الأولى لهم أن يفطروا يوم [ ص: 473 ] عرفة ، لما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وروي عن نهى عن صوم يوم عرفة ابن عباس أن الناس اختلفوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة قال : فأرسلت أم الفضل على يدي العباس قدحا فيه لبن الأوراك ، فشربه وهو واقف على بعيره بالموقف .
وروى ابن أبي نجيح عن أبيه قال : ابن عمر عن صوم يوم عرفة ، فقال : حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه ، ومع أبي بكر فلم يصمه ومع عمر فلم يصمه ومع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ، ولا آمر بصيامه ، ولا أنهى عنه ولأن في إفطاره تقوية على أداء حجه ، وعلى الدعاء وأفضل سئل . الدعاء يوم عرفة