[ ص: 479 ] باب فضل الصدقة في رمضان وطلب القراءة
قال الشافعي رضي الله عنه : " أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة في رمضان فيعرض عليه القرآن ، فإذا لقيه كان أجود بالخير من الريح المرسلة ( قال أنه كان أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، وكان الشافعي ) وأحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء به ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم " .
قال الماوردي : وهذا كما قال : يختار للناس أن يكثروا من الجود والإفضال في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالسلف الصالح من بعده ، ولأنه شهر شريف قد اشتغل الناس فيه بصومهم عن طلب مكاسبهم ، ويستحب للرجل أن يوسع فيه على عياله ويحسن إلى ذوي أرحامه وجيرانه ، لا سيما في العشر الأواخر منه ، ويستحب لمن أمكنه إفطار صائم أن يفطره ، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كان له مثل أجره ، من غير أن ينتقص من أجره شيئا " من أفطر صائما .
وروت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أم عمارة الأنصارية " ويختار له أن يقول إذا أفطر ما رواه " ليس من صائم أكل [ ص: 480 ] عنده مفطرون إلا صلت عليه الملائكة ما دام القوم يأكلون عبد الله بن عمر قال " ويسأل الله التوفيق لما قرب إليه بمنه وكرمه . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله