مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ولا يعود المريض ، ولا يشهد الجنازة إذا كان اعتكافه واجبا " .
قال الماوردي : أما عيادة مريض في المسجد أو حضور جنازة في المسجد فلا يمنع منه المعتكف ، فأما ، لم يخل حاله من أحد أمرين : إن خرج من المسجد لعيادة مريض أو حضور جنازة من غير شرط ، كان في نيته
إما أن يكون من ذوي رحمه ، وليس له من يقوم بمرضه ، أو بدفنه ، فهو مأمور بالخروج لأجله ، وإذا خرج عاد وبنى على اعتكافه كالعدة التي تخرج المرأة لأجلها ثم ترجع فتبني ، وفيه وجه آخر أنه يستأنف .
وإما أن يكون بخلاف ذلك فهو ممنوع من عيادته وحضور جنازته ، فإن خرج بطل اعتكافه ، ولما روى الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت : قضاء السنة أن لا يعود المعتكف مريضا ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ولا يباشرها ، ولا يخرج فيما له منه بد وروت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بالمريض فيمر ولا يعرج عليه وكان يسأل عنه