الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رحمه الله : " ومنعت غرماءه من لزومه حتى تقوم بينة أن قد أفاد مالا " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال ، إذا أطلق الحاكم المفلس عند قيام البينة بإعساره منع غرماؤه من ملازمته ، وقال أبو حنيفة : لهم أن يلازموه لا على جهة التعطيل عن مكاسبه ولكن لحفظه ومنعه من الهرب استدلالا بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لصاحب الحق يدا ومقالا ودليلنا قوله تعالى : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة [ البقرة : 280 ] وملازمته تمنع من إنظاره ، وقال صلى الله عليه وسلم لغرماء معاذ : " ليس لكم إلا ما وجدتم " وروي " لا سبيل لكم عليه " ، ولأن كل من لم تكن له المطالبة بدينه لم يكن له الملازمة به كالدين المؤجل ، فأما الخبر فمحمول على الموسر لأنه جمع فيه بين اليد في الملازمة والمقال في المطالبة ، فلما استحقت المطالبة على الموسر دون المعسر كذلك الملازمة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية