[ ص: 65 ] باب التعزية وما يهيأ لأهل الميت
قال الشافعي رضي الله عنه : " وأحب تعزية أهل الميت رجاء الأجر بتعزيتهم وأن يخص بها خيارهم وضعفاؤهم عن احتمال مصيبتهم ، فيقول : " أعظم الله أجرك وأخلف عليك " ويعزى المسلم بموت أبيه النصراني لقرابته " أخلف الله عليك ولا نقص عددك " . ويقول في تعزية النصراني
وهذا صحيح وإنما استحب التعزية اتباعا للسنة والتماسا للأجر ، فقد روى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عزى مصابا فله مثل أجره " .
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا هاتفا في البيت يسمع صوته ، ولا يرى شخصه : ألا إن في الله عزاء عن كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله ثقوا وعليه توكلوا ، فإن المصاب من حرم الثواب . فقيل : هذا الخضر جاء يعزي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
فيستحب ، ثلاثة أيام بعد موته ، ومن شيع الجنازة وأراد الانصراف قبل الدفن عزى وانصرف ، ومن صبر حتى يدفن عزى بعد الفراغ من دفنه ، إلا أن يرى من أهله جزعا شديدا وقلة صبر ، فتقدم تعزيتهم ليسلوا ، ويخص التعزية أقلهم صبرا وأشدهم جزعا ، ويخص أكثرهم فضلا ودينا ، أما القليل الصبر فليسلوا ، وأما الكثير الفضل فإنما يرجى من إجابة رده ودعائه . تعزية أهل البيت وقرابته